تجاوز الوسط الرياضي البحريني بمختلف أطرافه واحدة من أصعب المحطات والعقبات المفصلية التي واجهت الكرة البحرينية في الفترة الأخيرة، عندما نجح المنتخب الوطني الأول في تخطي الكويت والتأهل لكأس آسيا 2007.
ويبدو أن القدر الكروي يختار لنا لقاءات الكويت ليجعلنا كإعلام وجماهير أكثر ثقة وارتباطا مع المنتخب، فلو عادت ذاكرتنا قبل خمس سنوات، للاحظنا أن الانطلاقة الفعلية لمنتخبنا في طفرته الأخيرة هي فوزه على الأزرق 1/صفر في الكويت في اللقاء الحاسم لتصفيات الدور الأول لكأس العالم 2006، وها هو التاريخ يعيد نفسه بفوز مهم على الكويت يعتبر الأول للبحرين على أرضها في تاريخ لقاءات المنتخبين.
ويعلم الله وحده ماذا سيكون الوضع عليه لو خسر منتخبنا أمام الكويت، إذ أتوقع أن تعود بنا العجلة سنوات وتنهي جيلا من اللاعبين عشنا معهم فترة تألق خلال السنوات الأخيرة.
وأعتقد أننا بدأنا مرحلة جديدة يجب أن ننطلق منها بقوة دفع ورؤى وأفكار تتجاوز فكر الاجتهادات والتخبطات التي سادت الفترة الماضية، ودفعنا ثمنها وكدنا نسقط جميعاً إلى الهاوية الكروية.
ويجب أن نطوي سريعاً صفحة الفوز على الكويت والتأهل الآسيوي ونخرج من نشوة الفوز لنلبس قفاز التحدي للمرحلة المقبلة التي ستشهد مشاركات تتطلب إثبات الحضور والمنافسة على ألقاب طالما انتظرناها وحلمنا بها، أولها دورة كأس خليجي 18 في الإمارات خلال يناير/ كانون الثاني، وندرك جيداً أن الجيل الحالي سبق له خوض أكثر من أربع دورات خليجية، ولديه الخبرة الدولية في المشاركات المختلفة، لذلك يجب استثمار ذلك جيداً.
من المهم أن نحسن التعامل مع مرحلة الشهرين المقبلين، وتكون خطوات اتحاد الكرة واضحة ومدروسة وشجاعة، وتعتمد على الاستقرار في أجهزة العمل المحيطة بالمنتخب، ومنها لجنة المنتخبات التي - وللأسف - ولدت بطريقة خاطئة وفي ظروف صعبة بعد الإخفاق المونديالي العام الماضي، فكانت نقمة بدلاً من أن تكون نعمة وداعمة لاتحاد الكرة.
ولجنة المنتخبات الكروية يجب ألا تعتمد على اجتهادات وأفكار إدارية فقط، بل يجب تفعيلها بأفكار وخبرات المدربين الوطنيين واللاعبين السابقين الذين يحتاجون إلى الثقة والصلاحية، بدلاً من أن تكون أسماؤهم على ورق فقط، وحتى لا يقال إذا أردت أن تقتل عملاً شكل له لجنة!
كما اننا بحاجة ماسة إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع منتخبنا في ظل معضلة احتراف نجومنا في قطر والكويت والسعودية، ومازلنا نبحث عن الحل منذ هبوب رياح الاحتراف علينا عام 2004.
في كل مرة نعتمد على مبدأ العلاقات الودية للحصول على محترفينا من أجل الحصول عليهم لفترات أكثر من الفترة المحددة من الفيفا (72 ساعة) قبل المباريات الدولية، وهناك من يروّج إلى الموافقة، لكننا نصطدم بحقيقة أخرى عند الموعد المطلوب، وآخرها ما حدث في معسكر المنتخب في دبي قبل لقاء الكويت.
وأذكر هنا فور صفارة نهاية لقاء منتخبنا والكويت، قلت لنائب رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة داخل الملعب: إن هذا الفوز سيحمّلكم مسئولية ومهمات أكبر أمام المنتخب والجمهور، الذي كبرت طموحاته وآماله في منتخب بلاده في البطولات المقبلة ترقباً لحلم أول بطولة… فهل أنتم جاهزون وقادرون؟
العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ