الإعلام الرياضي جزء مهم في مسيرة الرياضة، وهو سلاح خطير ذو حدين يجب استخدامه في مساره الصحيح بالنقد الهادف البنّاء الذي يصب في مصلحة الرياضة البحرينية. ويوماً بعد آخر، تزداد القناعة بدور الإعلام الرياضي وما يشكله ويلعبه هذا الجهاز الحساس، نظراً إلى ما له من تأثير في الشارع الرياضي، سواء بالسلب أو الإيجاب، سواء تحققت الإنجازات والنجاحات أو الإخفاقات. لست هنا في معرض توجيه الأقلام أو الصحافة الرياضية، فقلمي المتواضع أقل شأناً من أن يقوم بهذا الدور، ولكنني أريد التفكير معكم بصوت مقروء، للوصول لإعلام يبني ولا يهدم، فهذا المقال يأتي بعد نجاح منتخبنا في الوصول إلى نهائيات كأس آسيا بعد الفوز على المنتخب الكويتي وتحقيقه الفوز الأول له منذ سنتين.

ومع ذلك، هناك من الأقلام التي مازالت تتصيد الأخطاء، سواء للمسئولين والقائمين على شئون الرياضة والاتحاد البحريني لكرة القدم أو لبعض نجوم منتخبنا، وتنصب المشانق لهم في مشهد بدا وكأنه مألوف ومتكرر، فتارة يتم الهجوم على فلان وأخرى علان. نعم، لا يمكن السكوت عن الأخطاء، بل يجب إبرازها، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نبرز الإيجابيات حتى يمكن تطويرها، وذلك من شأنه أن يرفعنا ويحقق طموحات الجماهير قبل المسئولين واللاعبين.

لست في موقع المحامي عن نجوم منتخبنا وفي مقدمتهم هداف آسيا “الفتى الذهبي” علاء حبيل، الذي طالته في الأيام الماضية سهام الانتقاد وعلقت له المشانق، فعلاء يبقى هو علاء سواء سجل أهدافا أو غاب عنها، ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك، فهو المهاجم الذي يسجل ويصنع واللاعب الذي يدافع ويقاتل ويقوم بأدوار كثيرة في الملعب، أما مسألة خروجه من مباراة الكويت وتغييره فهو يعود إلى الإجهاد والتعب والإرهاق الذي أصابه، من خلال خوضه أربعة لقاءات متتابعة مع منتخبنا الوطني وفريقه الغرافة القطري في بحر أسبوعين فقط، منها ثلاث مباريات في ظرف أسبوع واحد فقط، فهل من مزيد...

نعم، نحن نطالب بتجديد صفوف منتخبنا، وإعطاء فرصة حقيقية لبعض اللاعبين الشباب الذين تألقوا في مسابقاتنا المحلية الموسم الماضي، وضخ دماء شبابية جديدة بدلا من اللاعبين الذين وصلوا إلى مرحلة لم يعودوا فيها مفيدين للمنتخب، ولكن المفاجأة أن هناك من طالب بتنحية مدرب المنتخب الألماني بريغل وتغييره، على رغم أنه خاض أول لقاء رسمي له مع المنتخب ونجح في تحقيق الفوز والتأهل.

لقد جاء “بريغل” لقيادة المنتخب لتحقيق أهداف منها الوصول للنهائيات الآسيوية، وأرجو أن يبقى حتى ذلك التاريخ، بغض النظر عن النتائج التي سيخرج بها منتخبنا الوطني في بطولة كأس الخليج المقبلة في دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع العام المقبل، تعالوا معشر الإعلاميين لنرفع شعار “الاستقرار أساس النجاح” ولنتعلم ونستفيد من الدول المتقدمة علينا رياضيا، والتي سبقتنا في هذا المجال بعد أن كنا السباقين، إنها تبقي المدرب حتى نهاية عقده، ليتنا نعمد إلى توفير بيئة عمل صالحة ومناسبة للمدرب وندعمه لنقوي مكانته عند اللاعب والمسئولين... إنها دعوة من القلب، لنصنع إعلاما يبني ولا يهدم... فهل أنتم فاعلون؟