فاللص الذي يقتحم المنازل أو المحلات، ويخاطر بحياته وسمعته لا يفعل ذلك إلا إذا كان المقابل بالنسبة له مغرياً. ومجموعة قصائد لا أظن بأنها مغرية للص إلا إن كان محَرَّضاً على ذلك وسيقبض عنها مقابلا. وإن افترضنا أن السارق أو المحرض شاعراً بطبيعة الحال، فأعتقد ان هذا الشاعر إما به مس جنون أو إنه بلا ذوق. وذلك لأمرين.
الأمر الأول أن شاعر هذا الزمان، وقبل أن يفكر في كتابة قصيدة تجده قد فكر وقرر الجهة التي سينشر فيها قصيدته، سواء كان في إحدى الصحف والمجلات أو في منتدى أو موقع الكتروني. وشاعرتنا إن لم يكن «كل» فـ «جل» قصائدها قد نشرتها وقرأناها في المنتديات و الصحف. وهذا الأمر لا يجعل في هذه القضية للسرقة قيمة ولا فائدة، إذ لا تؤثر السرقة على المسروق لسبب سهولة الرجوع والحصول على ما تمت سرقته. والأمر الثاني أن قصائد الشاعرة المذكورة لا تتجاوز أصابع اليدين والرجلين، والمميز منها لا يتجاوز أصابع اليد. أي انه نتاج لا يستحق عناء السرقة لا من حيث الكم ولا الكيف، بل ولا أظن بأنه ينطبق عليه وصف (مؤلفات أدبية) كما جاء في الخبر، لأنها مجموعة قصائد تحاول فيها الكاتبة أن تصل لمستوى يلبي طموحها.
وقد يكون هناك احتمال ثالث مستبعد، وهو أن اللص يعشق كتابات الزميلة الشاعرة فقصد سرقتها ليقتنيها. ويذكرني هذا الاحتمال «ببيروجي»، ذلك الشاب الفرنسي الذي سرق لوحة الموناليزا لسبب أنه لما رآها وجد فيها «ماتيلدا» حبيبته المتوفاة، فقرر سرقتها. واحتفظ بها لعامين ومع ذلك فإن الأمر انتهى به لقرار بيعها. ولكن المشتري وشى به فتم القبض عليه وإعادة اللوحة لمتحف اللوفر بباريس وحكم عليه بالسجن لعام. وهذا يدل على أنه لا سرقة للفن أو الأدب لغرض الذوق أو الإعجاب. فإما للانتقام وإما لكسب المال. وفي قضيتنا فإن الانتقام مستبعد لسبب وجود نتاج الشاعرة في عدة مواقع,. وكذلك الإعجاب مستبعد لسبب تواضع المستوى.
ورأيي هذا أتمنى أن يكون محل قبول عند الزميلة الشاعرة. وهي التي عودتها دائما على صراحتي معها أو ضدها وكذلك مع غيرها. وأظنها تتذكر رأيي في كتاباتها والذي عبرت عنه في الأعلى بأقل قسوة من تعبيري عنه معها. وأظنها أيضا كانت حينها متقبلة لذلك وربما مقتنعة. والى حين ينتهي التحقيق في هذه القضية فلتسمح لنا الزميلة العزيزة أن نعتبر ما حدث هو سرقة (لاب توب) وليس سرقة (مؤلفات أدبية)
العدد 1534 - الجمعة 17 نوفمبر 2006م الموافق 25 شوال 1427هـ