حذر العضو والناشط في التكتل البيئي لحماية فشت العظم غازي المرباطي في حديث إلى «الوسط» من أن المخزون السمكي في فشت العظم والمياه الإقليمية في البحرين معرض للتدمير بسبب الإجهاد البيئي الذي يتعرض له فشت العظم وخصوصاً مع تطور التنمية التي أصبحت غير موازية مع البيئة.
وأشار المرباطي إلى أن سمك الهامور في المملكة في طور الانقراض، وتساءل عن المدة الزمنية التي من المتوقع أن تطول في ظل التهديدات التي يعاني منها المخزون السمكي في ظل اقتصار البحرين على الثروة السمكية كمورد غذائي أساسي في ظل تراجع دور الزراعة كمورد أساسي.
وقال المرباطي إن فشت العظم يتعرض للانتهاكات التي أبرزها وجوده في محيط مجموعة من المصانع التي أصبحت تؤثر في هوامش مناطقه ما جعل هذه الهوامش جرداء، إضافة إلى وجود كمية كبيرة من المخالفات بسبب استخدام وسائل صيد ممنوعة، مطالبا بعدم السماح باستخدام هذه الأدوات أهمها شبكة صيد النايلون التي تستخدم من قبل العمالة الآسيوية بشكل كبير.
وأوضح المرباطي أن استخدام وسائل ممنوعة في الصيد وخصوصاً شبك الصيد النايلون يؤدي إلى تكسير الشعاب المرجانية بسبب عدم قدرة الصياد على رفع هذه الشعاب إلى أعلى بعد تشبثها بالشعاب، ما يؤدي إلى موت الكثير من الأسماك.
وأضاف المرباطي أن أهم الانتهاكات التي يعاني منها فشت العظم خصوصاً وباقي السواحل والموائل عموماً يتمثل في تجميد قانون النوخذة البحريني على رغم أنه قانون صادر بمرسوم ملكي، موضحا أن القانون أصبح يطبق على السفن الصغيرة فقط دون الكبيرة (البوانيش)، ما جعل فشت العظم يعاني من انتهاكات بسبب عدم تفعيل هذا القانون بطريقة ايجابية.
وأكد المرباطي أن عدم تطبيق قانون النوخذة البحريني سيؤدي إلى تدمير البيئة البحرية، مشيرا إلى أن الصياد البحريني أكثر حفاظاً على البيئة البحرية من العامل الآسيوي الذي يكون همه الأول والأخير كسب المال، بينما الصياد البحريني يكون اهتمامه نابعاً من أن البحر هو المصدر الأساسي لرزقه ما سيجعله يحافظ عليه وعدم تعريضه للمخاطر.
وأوضح المرباطي أن هناك كثيراً من العمال الآسيويين الذين يتخذون مهنة الصيد كمكسب مالي ثانوي، كما أضاف أنهم يتعدون على الصياد البحريني سواء بالضرب أو سرقة معدات الصيد، وقال إن هناك الكثير من القضايا بشأن ضرب عامل آسيوي لصياد بحريني، مؤكداً أن قانون النؤخذة له الكثير من الايجابيات التي ستحد من اعتداء العمالة الأجنبية على البيئة البحرية وعلى الصياد البحريني.
وأشار المرباطي إلى ان تدمير فشت العظم وغيرها من الموائل سيؤدي إلى الدخول في أزمة سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي مع دول الخليج العربي وخصوصاً ان منظمة الأغذية العالمية تعتبر منطقة الخليج العربي حوضا يطلق عليه حوض الخليج العربي، وهو الأمر الذي يجعل من المخزون السمكي في دول الخليج مخزونا واحدا، وبالتالي فإن سعة وقلة هذا المخزون ستنعكس على بقية دول الخليج، ما يعطي جميع دول الخليج الحق في الاحتجاج على ردم أي موئل بحري يحتوي على مخزون سمكي الذي بدوره يمكن أن يخلق أزمة سياسية بين البلدان. وأعرب المرباطي عن اعتقاده أن مملكة البحرين هي من أكثر دول الخليج التي تعاني من مشكلات بيئية وخصوصاً مشكلة الردم.
وأشار المرباطي إلى الإجراءات التي ستتخذ لحماية فشت العظم وقال إن التكتل البيئي لحماية الفشت من المتوقع أن يرفع خطابا إلى المجلس التشريعي الجديد مع مناقشة مشكلات البيئة والسواحل عموماً والمشكلات البيئة البحرية خصوصاً مع النواب، لافتاً إلى أن غالبية المرشحين اتفقوا على وضع برنامج للحفاظ على السواحل والثروة السمكية
العدد 1534 - الجمعة 17 نوفمبر 2006م الموافق 25 شوال 1427هـ