أبدى رئيس لجنة الفنون المسرحية بالرياض أحد فناني المسلسل الرمضاني "طاش ما طاش" السعودي أحمد الهذيل لـ "ألوان الوسط" مدى سعادته لزيارته مملكة البحرين في فترة فعالية مهرجان المسرح الخليجي في دورته التاسعة، التي كانت في الفترة من4-11 نوفمبر /تشرين الثاني الجاري، واجتماعه بالفنانين والفنانات في هذا التجمع الخليجي الفني الذي ينتظره كل فنان، الذي قال عنه "من خلاله نرتقي مرة ومرات".
وقال الهذيل: "لو لا الحس الفني الموجود لدى الفنانات البحرينيات وهذا الوجود والوعي الواعد لما حققن النجاح في الأعمال الخليجية، وإني ومن خلال مشاركتي في الأعمال الخليجية والسعودية خصوصاً التي جمعتني والفنانات البحرينيات أعتقد أنه ومن خلال مشاركتهن فيها هو العامل الذي أسهم في صعود الكثير منهن وتألقهن وشهرتهن، ذلك بحكم ضخامة الإنتاج السعودي وافتقاره إلى العنصر النسائي، لذلك ترى الحضور الملحوظ للفنانات البحرينيات في الأعمال السعودية خصوصاً".
وبشأن من بادر قبل الآخر الفنانات السعوديات أو البحرينيات في الأعمال السعودية؟ أوضح: " ليس لدينا فنانات تشارك في الأعمال الفنية السعودية إلا قليل جداً، ولأن العمل الدرامي يتطلب نوعية معينة من الفنانات ولكاركتر معين للسن العمري وللدور الفني وهذا ما لا يتوافر في السعودية، لذلك كانت البحرينيات هن المبادرات الأوائل للمشاركة، ولذلك سجل لهن هذا الحضور الفني في الكثير من الأعمال السعودية، ويرجع تواجدهن لعدة اعتبارات منها تقارب اللهجة وطبيعة الحياة لأن طبيعة العمل الدرامي تقوم على الإحساس والمشاعر والبيئة التي تؤثر على الفن، ولأننا نشترك في كل هذه العوامل حققنا الكثير من النجاحات مع الفنانات البحرينيات".
ومن جانب آخر، أشار الهذيل للأعمال التي شارك فيها مع الفنانات البحرينيات وهي "القادم الغريب" أمينة القفاص وفاطمة عبدالرحيم، والمسلسل الأخر "أجيالك يا وطني" أميرة محمد، مريم زيمان وهيفاء حسين وفاطمة الحوسني وشيماء سبت وبعض الأسماء لا أتذكرها، بالإضافة إلى مسلسل "عندما يفتح الستار" والعمل الأخير "امرأة لا تشبه القمر" وشاركت فيه هيفاء حسين وأميرة محمد وشيماء سبت". وأضاف: "ومن جانب مشاركاتي في الأعمال التلفزيونية الدرامية تتمثل في "يوميات وضاح" قبل 14 عاماً وهو عمل درامي تربوي، ومشاركات في "طاش ما طاش" وتمثلت في الجزء السابع بدور الوزير "حلقات الكرسي الدوار" و"أرشيف الغرق" بدور مدير عام المؤسسة، إذ إني أحب المشاركة في الأعمال المترابطة والمتسلسلة، والتي تحتوي على تصاعد صراعي، وبطولة عمل قدم بمناسبة المئوية باسم "زمن المجد" قبل 6 أعوام وهو من 30 حلقة، ومسلسل "السراب" مع المخرج الراحل محمد العلي، وعمل باللغة العربية الفصحى "الشاعر بهلول" وعمل "أجيالك يا وطني" و مسلسل "القادم الغريب" والمسلسل الرمضاني مع المخرج نجدة أنزور "الحور العين"، وآخر عمل شاركت فيه "امرأة لا تشبه القمر" وهناك الكثير من الأعمال الدرامية".
وقال الفنان أحمد الهذيل: "أنا كفنان سعيد أن تجمعنا الكثير من الأعمال مع الفنانات البحرينيات إذ شاركت مع الفنانات البحرينيات هيفاء حسين، وأميرة محمد وسميرة سبت وفاطمة عبدالرحيم وفنانات كثيرات من البحرين" معللاً سبب عدم وجوده بصورة دائمة في الأعمال الدرامية: "لأني دقيق في اختياري للأعمال الدرامية بحيث اختار الأعمال بشكل انتقائي دقيق، ولا أشارك في أي عمل إذ أهتم كثيراً بالطرح والموضوع ومن منظوري أنا أن الفن رسالة لذلك قد يحسب على البعض هذا الإقلال في المشاركات في الأعمال الدرامية والتلفزيونية".
جيل من الفنانين بروح واعدة
ورأى الهذيل في الجيل الجديد الروح الواعدة والحماسية التي بها الصدق والحب للفن وقال: "إن هذه هي المقومات الاساسية لنجاح الفنان، إذ إن الفنان الذي يملك هذه المقومات لابد أن لا يتوقف عند هذه المواهب الشخصية إذ عليه أن يتثقف ويطلع ويشاهد ليضيف لمعجمه الفني مزيداً من المعارف والعلوم والمهارات، وكذلك لا أقلل من جانب المهارة إذ يوجد بعض الفنانين الكبار ليس لديهم المؤهل الأكاديمي والذي هو مجرد داعم، فكثير منهم بدأوا مشوار الفن ووصلوا وحققوا نجاحات كبيرة من خلال مواهبهم الذاتية، واعتبار الفنان نفسه مهما ما حقق أنه هاو".
وبسؤاله ماذا يقول لفناني اليوم؟ قال الهذيل: "أحيي كل محبي الفن، وأتمنى أن يكون هناك تلاحم وترابط بينهم، وأن يخلصوا لفنهم، والجيل الجديد هم اللبنة التي أمامها صنع المستقبل، ولذلك لا بد لهم من الاستفادة من خبرات من سبقوهم في هذا المجال، وأعتقد أن تظافر كل الجهود هو السبيل لرقي الفن وبقاءه، ومن شأنه أن يخلق جيلاً فنياً متكاملاً واعياً ومترابطاً، وأؤكد أن على الفنان الجديد أن يبتعد عن الغرور لأن الغرور مقبرة، ولا أريد للفنان أن يستسلم للصحافة أو للإعلام فإن الاستسلام هو بداية انهيار وليس بداية للبناء، ويجب على الفنان أن يكون هو الناقد لنفسه بنفسه".
قال الفنان أحمد الهذيل: "لقد بدأت حياتي الفنية منذ الصغر في المدرسة، ولكن بشكل فعلي بدأت في العام 1965 من خلال عملي في الإذاعة والتلفزيون كمقدم برامج وممثل، وربما أنا أول من وقف أمام الشاشة في المنطقة الوسطى بتلفزيون الرياض، وبدأت مرحلة أخرى بجانب مرحلة تقدم البرامج وهي العمل في المسرح وأول عمل لي في المسرح كان العام 1974م لأول مسرحية جماهيرية في الرياض مسرحية "المو ليل" تم سعودتها وتسميتها "طبيب رغم أنفه" وبعدها قدمت الكثير من الأعمال يطول المقام لذكرها، وبعضها قدمت على تلفزيون الرياض منذ بداياته بالأبيض والأسود، وكانت العملية متوازنة بالنسبة لي بين الإذاعة والتلفزيون والمسرح، وجاءت مرحلة المسرح في العام 1974 في مسرحية وتحويلها كعمل سعودي ومسرحية سعودية، وبعدها سافرت للدراسة في أميركا ودرست المسرح في جامعة "فلوريدا" وأنهيت البكالوريوس العام 1980، وعدت إلى المملكة في العام 1981 ومباشرة كلفت برئاسة لجنة الفنون المسرحية بالجمعية العربية للثقافة والفنون لمدة ثلاثة أعوام أي لعام 1983، وانسحبت من الجمعية واستمرت مشاركاتي عبر التلفزيون، وشاركت في عمل مسرحي كذلك فور عودتي من الولايات المتحدة الأميركية كان أسمها "قدر الشراكة " في العام1982م، وبعدها انصبت جل مشاركاتي في الأعمال التلفزيونية، إذ شاركت في الكثير من الأعمال الدرامية.
وواصل الهذيل: "وبقيت متابعاً للحركة المسرحية في المملكة العربية السعودية وحضور المهرجانات التي تتم في المملكة، ويتمثل في مهرجان الجنادرية أو مهرجان التراث والثقافة تقدم خلالها عروض مسرحية في كل عام، وتشارك فيها عدد من المؤسسات التعليمية على مستوى الجامعات بالإضافة إلى فروع جمعية الثقافة والفنون المسرحية بالمملكة، إذ تقدم العروض بصورة مشاركات في مسابقة بما يزيد على ثلاثة عشرة مسرحية في كل عام على مستوى الكبار والصغار والنساء".
وأشار الهذيل إلى أن مشاركته في مهرجان المسرح الخليجي بدورته التاسعة يأتي ضمن انضمامه لعضو اللجنة الدائمة للمهرجان إذ تم ترشيحه من خلال حضوره المسرحي في رئاسة جمعية الثقافة والفنون المسرحية بالرياض
العدد 1534 - الجمعة 17 نوفمبر 2006م الموافق 25 شوال 1427هـ