أكد مترشح الدائرة الثانية في المحافظة الوسطى عبدالجليل سلمان (مستقل) أنه لن ينسحب من الانتخابات النيابية لا لصالح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تدعم المرشح السيدعبدالله العالي في الدائرة، ولا لأية جمعية غيرها.
وأشار رداً على سؤال وجه إليه في افتتاح خيمته الانتخابية، إلى أنه لو كان سينسحب لما كان قد ترشح أصلاً، لافتاً في الإطار ذاته إلى أن الحملات الانتخابية لبعض المترشحين في الدائرة مبالغ فيها، معتبراً أنه من الأفضل صرف مبالغ بعض تلك الحملات على الأمور التي تستحقها الدائرة. كما نوه إلى محاولات بعض المترشحين إلزام الناخب أن ينتخبه، وتسهيل الأمور للناخبين التي قد لا يستطيع المترشح الآخر توفيرها، معلقاً: «نخشى كل ما نخشاه مما قد يفعله هؤلاء المترشحون في يوم الانتخاب»، معتبراً أن المنافسة غير الشريفة واردة، وخصوصاً مع بدء بعض المترشحين التشهير ببعضهم بعضاً. وبحسب أحد المصادر فإن أحد المترشحين أثار شائعة انسحاب المترشح عبدالنبي سلمان (قائمة الوحدة الوطنية) من الانتخابات، غير أن افتتاح خيمة سلمان الانتخابية قبل يومين قضت على هذه الشائعات. وبغرض دعم الوجود الوفاقي في المنطقة قام الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان بزيارتين على الأقل للحديث مع أهالي المنطقة، إحداهما في عالي والأخرى في سلماباد، ناهيك عن زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدعبدالله الغريفي التي التقى فيها أهالي المنطقة أيضاً، وتمت تلك الزيارات الثلاث خلال فترة لا تتعدى الأيام العشرة.
موقف الهويدي غير محسوم
وعلى رغم التأكيدات المستمرة بتراجع الشيخ علي الهويدي الذي كان اسمه مطروحاً كأحد المترشحين عن الدائرة، وكان متوقعاً أن يكون مدعوماً من «الوفاق»، وذلك دعماً لمرشح «الوفاق» السيدعبدالله العالي، فإن موقف الهويدي من دعم مترشح واحد من الدائرة غير محسوم، وخصوصاً أنه حضر افتتاح خيمتي المترشحين العالي وإبراهيم الدعيسي. كما يبدو أن أهالي منطقة عالي لم يحسموا قرارهم بشأن مترشح بعينه، وخصوصاً فيما يتعلق بالمترشحين العالي والدعيسي المحسوبين على التيار الإسلامي، فعدد كبير من أهالي المنطقة ممن يحسبون على «الوفاق» أعلنوا تأييدهم المترشح الدعيسي الذي أكد أنه سيخوض الانتخابات مستقلاً. والدائرة الثانية تضم 11 ألف ناخب موزعين على مناطق إسكان عالي وعالي القرية وسلماباد والمنطقة الجديدة، في حين تؤكد المصادر وجود نحو 1500 ناخب في سلماباد، فإن أكثر من 9 آلاف ناخب يتوزعون على مناطق عالي، وربما تكون الكتلة الأكبر من الناخبين من الإسكان والقرية التي يعود أصل كل من سلمان والعالي إليها.
ومن جهته، تحدث المترشح السيدعبدالله العالي (الوفاق) عن بعض الممارسات في الدائرة، ابتداءً من تزايد مسألة تمزيق صور المرشحين، مؤكداً أن المسألة لا تتعدى الأعمال الصبيانية التي طالت كل المترشحين.
غير أنه قال: «من المعروف أن أماكن العبادة لا تستخدم للدعاية الانتخابية، لكن حين يتحدث أحد الخطباء في المسجد ويدعو إلى دعم بعض المترشحين، يتم الاعتراض على دعمي كمترشح، على رغم أن الكثير من رجال الدين لا يذكرون اسما بعينه، وإنما من الطبيعي أن رجال الدين يميلون إلى كتلة (الوفاق) باعتبارها تمثل الكتلة الإيمانية»، معترضاً على الاتهامات التي توجه إلى مرشح «الوفاق» بأنه يستخدم دور العبادة لهذا الغرض، مؤكداً أن مرشحي «الوفاق» لم يكلفوا العلماء بذلك، وإنما لرغبة مجموعة من الأهالي في تسليط الأضواء على معايير الكفاءة للترشيح.
إطلاق الشائعات على المترشحين الإسلاميين
كما أكد العالي وجود ما وصفه بإطلاق الشائعات على المترشحين الإسلاميين بأنهم متقوقعون على الدين، سواءً من قِبل المترشحين أو الناخبين الذين يشيعون أن مرشح «الوفاق» خلفيته إسلامية ولا علاقة له بالسياسة أو أي أمور دينية أو معيشية، مؤكداً أن ما يكذب ذلك كفاءة مرشحي «الوفاق» ومعرفة الشخص بأن لديه عطاءات في مختلف المجالات.
وتطرق أيضاً إلى وجود بعض الممارسات من قِبل بعض المترشحين في إرسال النساء لدخول بيوت الناخبين للترويج لمترشح معين، مؤكداً أن بعض هذه الممارسات قد تخرج عن السيطرة، مشيراً إلى أنه يمكن التسامح مع المترشحين إلا إذا كانت إحدى العاملات في الفريق النسائي قد تطاولت على أحد المترشحين. وقال العالي: «على المترشحين أن يعوا أن بعض الممارسات ربما قد تخرج عن سيطرتهم وتحتاج إلى عملية ضبط؛ لأن الطعن في سيرة مترشح مبنية على شائعات وهو أمر غير مقبول». أما المترشح عبدالنبي سلمان فأشار إلى أن مسألة تمزيق صور المترشحين ظاهرة موجودة في كل مناطق البحرين، غير أنه لا يمكن الحكم بأنها تخضع إلى تعمد أو تشويه من قِبل الآخرين، إذ إنها أمر عادي وخصوصاً في الأحياء المكتظة بالناس.
العالي: الأخلاق والدين ضالتا العاجزين
وقال: «على الناس أن تحكم بمعيار الخبرة والأداء سياسياً وعملياً، أما معايير الالتزام الأخلاقي والديني فيجب ألا تكون ضالة العاجزين عن تقديم أنفسهم إلى المجتمع بصورة أفضل، فهذه المعايير متأصلة في الكل وكلنا مسلمون ولنا أسر وعوائل وأخلاق، ولا نستطيع أن نروج لذلك من زاوية المفاضلة بين نائب وآخر وبين كتلة وأخرى، والتجربة والممارسة اليومية والعملية هما خير برهان، فنحن نتصدى داخل مجلس النواب وخارجه، إلى محاولات التعدي على الشعائر ومحاولة فرض القوانين من دون الرجوع إلى جهات الاختصاص من العلماء وغيرهم».
ودعا العالي المترشحين إلى أن يعوا أن فترة الانتخابات قصيرة ومحدودة ويجب أن تضبط فيها السلوكات والتصرفات وخصوصاً تلك التي تتعدى على السمعة والأعراض والشرف، مؤكداً أنه من غير المقبول الانجرار إلى منزلقات من هذا القبيل، وأنه وجه كل فرق العمل لديه إلى هذا الإطار، آملا من البعض في أن يبتعدوا عن تلفيق الشائعات لتجيير عقل الناخب، والتي كثيراً ما كذبها الواقع وفضحت تهافت الآخرين بصورة لا تمت أبدا لمسميات يحملونها كشعارات لا تصمد أمام ممارساتهم اليومية. واردة
العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ