العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ

دفع الضرر مقدم على جلب النفع

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

انتهت الجولة الرابعة من «الحوار الوطني» اللبناني، من دون إحراز أي تقدم، أو تحديد موعد الجولة المقبلة، وبدا واضحاً من تحليل ما دار على الطاولة أو في الأروقة أو في خطوة استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل، أن الهوة لاتزال كبيرةً بين الكتلتين السياسيتين المتنافستين، مع إصرار كل طرف على أن يحقق كل أو غالبية ما حدده من مكاسب قبل انطلاق الحوار، في تناقض مع قاعدة ذهبية تقول «دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة»، التي يبدو لبنان بحاجة ماسة إليها، من أجل إعمار ما خربته الحرب، وامتلاك القدرة على ردع عدو لاتزال طائراته تستبيح أجواء البلاد، ولايزال يحلم بجولة قتال ثانية يعوض فيها خسارته المذلة، وقبل كل هذا من أجل تحقيق التكامل الوطني، والتمسك بالهوية العربية للبنان.

جميعنا يعلم أن لبنان بلد «موهوب»؛ لأن سياسييه مفعمون بالمواهب إلى درجة أنهم متفوِّقون في نيل أرفع ميداليات الألعاب الأولمبية، والسعف الذهبية للأوسكار. ففي الألعاب الأولمبية، هُم أساتذة (رمي الكرة الحديد) على بعضهم بعضاً، وأساتذة في (القفز العالي) فوق الحقائق، وأبطال (الجري السريع) وراء مصالحهم، إذ يحققون كل ذلك من دون تدريب، ومن دون حاجة إلى مدرب. كما أن غالبيتهم يرتجلون البطولة ويتظاهرون بالقوة في خطاباتهم، وكأن كلاً منهم ينافس الآخر على السعفة الذهبية لأفضل ممثل هذا العام كل ذلك لنيل الأوسكار.

لا نعتقد بأن طرفي لبنان يجهلان أن المنافسة التي يحاول فيها كل طرف أن يحصل على كل شيء ويجعل خصمه أو منافسه يخرج من اللعبة بخفي حنين، ستساعد بلدهم لبنان على الوقوف مرة أخرى على قدميه. فمثل هذه اللعبة لا تستند إلى واقع سياسي حقيقي، فلا الحكومة التي تمتلك الأكثرية النسبية تضمن الحفاظ على وضعها هذا إن جرت انتخابات غداً، ولا حزب الله، وإن كان حقق نصراً تاريخياً واستراتيجياً مشهوداً على «إسرائيل» يستطيع البقاء وحده صامداً، فإنه بات بحاجة أشد إلى الكتل السياسية والطائفية اللبنانية المختلفة معه، وإلا أصبح ظهره مكشوفاً أمام «إسرائيل». هذه السطور إنما هي تذكير لكلا الطرفين بأنهما بحاجة إلى بعضهم بعضاً ليظل لبنان صامداً في وجه المعتدين

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً