لم يكن المتابع لمجريات مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب الكويتي الشقيق الماضية يتوقع أن يخرج منتخبنا الوطني فائزا فيها، وخصوصا بعد السيطرة المطلقة التي فرضها المنتخب الكويتي على أجواء المباراة في الشوط الثاني، والتي جاءت إثر تراجع مخيف غير مبرر للاعبي منتخبنا الوطني، حسب الجميع أنه التراجع الطبيعي في بداية الشوط، بعد أن أنهى الشوط الأول متقدما بهدفين نظيفين، وتراجعه في هذا الوقت من أجل سد جميع الثغرات أمام الهجوم الكويتي الذي كان من المؤكد أنه سيهاجم بضراوة لأنه لا يوجد شيء يخسره، ولكن أن يتواصل التراجع منذ الثانية الأولى حتى نهاية المباراة فهذا ما لم يتوقعه أحد بتاتا، وصارت جماهيرنا الوفية تترقب على وجل وبعضها يشجع وسط تخوف كبير، لأسباب لا يعرفها إلا المدرب واللاعبون إلى أن انتهت المباراة بفوز منتخبنا الوطني.
ونبارك للبحرين قيادة وحكومة وشعبا فوز المنتخب وتأهله لنهائيات كأس آسيا 2007 وهو التأهل الثاني على التوالي والثالث في تاريخ كرة القدم البحرينية، وهذا الفوز المتعسر يبقى كثيرا في ذاكرة الجماهير التي حضرت وآزرت بحرارة. وهذا الفوز المتعسر، كما ذكرت، أعاد الثقة للجماهير التي حضرت الاستاد الوطني وفي مخيلتها إخفاقات المنتخب الشهيرة على هذا الملعب، وعلى رأسها التفريط في التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 بخسارة مباراة ترينداد وتوباغو، ويحدثني أحد الزملاء قبل المباراة قائلا «لو كانت المباراة في الكويت لتوقعت أن يفوز المنتخب ... ولكن المباراة في البحرين فأنا لا أتوقع شيئا... فالمنتخب دائما ما يخسر في المباريات المصيرية على أرضه ! «. وفعلاً هذا واقع غالبية الجماهير التي مازالت تتحسر على كأس العالم. وفوزنا في هذه المباراة بالذات كأننا ضربنا أكثر من عصفورين بحجر واحد، فتأهلنا للمرة الثالثة لنهائيات كأس آسيا وهذا هو الهدف الأساسي، وعادت الثقة للجماهير بالمنتخب الوطني بعد سلسلة من الإخفاقات المدوية، وواصلنا تفوقنا على المنتخب الكويتي والذي بدأ منذ خمس سنوات ماضية، حتى صارت الصحافة الكويتية ترى أن منتخب البحرين عقدة لمنتخبها الوطني، وأخيرا عودة طلال يوسف للمنتخب أعادت الروح إليه- وفعلا- قدم بويوسف أداء مبهرا أعاد المنتخب إلى شكله الصحيح، وهذا نداء لبويوسف بأن يبقى مع المنتخب ولا يرحل حتى نهائيات كأس آسيا المقبلة على أقل تقدير.
ولا نريد المبالغة بالفرحة بهذا الفوز الكبير، فاليوم هو نهاية الكبوة وبداية الصحوة، وعلى اتحاد الكرة والجهازين الفني والإداري وكذلك اللاعبين التفكير جيدا في بطولة كأس الخليج المقبلة، فالكل صار يتوق إلى ملامسة الذهب الخليجي، فإن لم نلامسه الآن بهذا الجيل الذهبي فمتى نلامسه ؟! والفوز باللقب الخليجي يحتاج إلى إعداد مناسب له، ومثل هذه «بطولات الجيران» لا تخضع لأي مقاييس فنية، وإلا لكانت السعودية احتكرت بطولات الخليج منذ عام 1994 وهي التي كانت تتألق قاريا وتصل إلى العالمية!
إلى من يهمه الأمر...
سيدي الفاضل هناك مثل مشهور يقول: «إذا بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجر» وآخر «لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسن»
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ