العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ

الشيخ علي الطنطاوي... رجل الحديث الذي أحبه الناس

ولد في مدينة دمشق في 23 جمادى الأولى 1327هـ (12 يونيو/ حزيران 1909), أصل أسرته من مدينة طنطا في مصر, حصل على البكالوريا العام 1928 من مكتب عنبر الثانوية الوحيدة في دمشق آنذاك, سافر إلى مصر للدراسة في كلية دار العلوم التي لم يكمل الدراسة فيها, عاد إلى دمشق والتحق بكلية الحقوق حتى نال الليسانس العام 1933.

- انتقل للتدريس في الثانوية المركزية في بغداد العام 1936, ثم الثانوية الغربية, وانتقل إلى دار العلوم الشرعية في الأعظمية, وانتقل إلى كركوك في شمال العراق ثم البصرة في أقصى الجنوب وبقي في العراق حتى العام 1939, ألف كتاباً خاصاً عن بغداد, العام 1937 درس في الكلية الشرعية في بيروت.

- عاد إلى دمشق للتدريس ثم عين قاضياً حتى أصبح مستشاراً لمحكمة النقض في الشام.

- هاجر إلى السعودية بعد انقلاب الثامن من مارس /آذار عمل مدرسا في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية في الرياض وبعدها انتقل للتدريس في مكة, ثم بدأ البرنامج الإذاعي «مسائل ومشكلات» ثم برنامج «نور وهداية» في التلفزيون السعودي.

- شارك في المؤتمر الإسلامي الشعبي في القدس العام 1953, وسافر إلى باكستان والهند وإندونيسيا من أجل التعريف على قضية فلسطين.

- توفي العام 1999 في جدة وصلي عليه صلاة الجنازة في الحرم المكي ودفن في مكة.

- تميز بأسلوبه الجذاب والسهل الممتنع, كان قريبا من الناس متفهما لهم, ناقش الكثير من المشكلات الاجتماعية وبعض الاعتقادات الخاطئة, تميز بأدبه ومقالاته, من أعز أصدقائه الكتاب الذي كان لا يفارقه. كان قريباً من المثقف والعامي.

حقيقة الحب لدى الشيخ علي الطنطاوي

- الحب أحجية الوجود، ليس في الناس من لم يعرف الحب، وليس فيهم من عرف ما هو الحب؛ الحب مشكلة العقل التي لا تحل ولكنه حقيقة القلب الكبرى. الحب اضعف مخلوق وأقواه، يختبىء في النظرة الخاطفة من العين الفاتنة وفي الرجفة الخفيفة من الأغنية الشجيه، فيبني الحياة ويهدمها ويقيم العروش ويثلها، ويفعل في الناس والدنيا الافعايل... من حرم الكلام في الحب؟! ما في الحب شيء! ولا على المحبين من سبيل! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم، ما أشقى المحبين! يمشون كما يمشي الناس ويأكلون كما يأكلون, ولكنهم يعيشون في دنيا لا يعرفها الناس ولا يصلون إليها, تضيق الدنيا بالمحب إذا جفاه محبوبة, حتى ليكاد يختنق فيها على سعتها, ويجد في العش الضيق الذي يلجأ إليه مع محبوبة دنيا واسعة, ويتألم المحب في اللذائذ إذا لم يذقها معه من يحب، والطبيعة الجميلة سواد في عين المحب قاتم إذا لم تنرها مقلتا المحبوب، هذا هو الحب، ثوب براق تحمله المرأة وتمشي حتى تلقى رجلاً فتخلعه عليه فتراه به أجمل الناس, وتحسب أنه هو الذي كانت تبصر صورته من فرج الأحلام وتراها من ثنايا الأماني... مصباح في يد الرجل, يوجهه إلى أول امرأة يلقاها فيراها مشرقة الوجه بين نساء لا تشرق بالنور وجوههن, فيحسبها خلقت من النور وخلقن من طين فلا يطلب غيرها ولا يهيم بسواها, لا يدري أنه هو الذي أضاء محياها بمصباح حبه... خدعة ضخمة من خدع الحياة, خفيت عن المحبين كلهم من عهد آدم إلى هذا اليوم... هذه هي حقيقة الحب... فلا تسمع ما يهذي به المحبون!

العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً