نبارك لأسرة الأدباء والكتاب إصدارها الوليد «كرز»، على رغم أن المنتوج - وفقاً على الفترة الزمنية التي استغرقها إصداره - جاء أقل مما نتوقع. ونبارك لقطاع الثقافة مهرجانه المسرحي الذي اختتم فعالياته قبل أيام، وأيضاً، على رغم منغصات عدة عكرت صفو الاستماع والمشاهدة لعروضه.
ونبارك لجاليري الرواق استضافاته المتتالية الناجحة للكثير من الفنانين من الخارج، وصولاً إلى معارض المواهب البحرينية الجديدة. وكذلك هو الحال بالنسبة إلى باقي المؤسسات الثقافية في البحرين، مسرح الصواري، النادي الأهلي. عذراً إن نسيت أحداً من هذه السلسلة المملة من التهاني المبتورة.
ان اضطر إلى استصدار التهاني قطعة قطعة، ولمؤسسة تلو مؤسسة، معناه أن لا أفهم في مخيلتي جسماً ثقافياً مشتركاً، معناه أيضاً، أن أكون حريصاً كل الحرص على أن لا أنسى بين التهاني مؤسسة ما، كاريزما معينة. أثرياء نحن جداً في الثقافة، بل نكاد نغير إحداثيات الرؤية، زمكاننا استثنائي جداً. أكثر مما ينبغي! يبقى بعد هذه المباركات والتهاني الدبلوماسية أن نحاول البدء في حديث جاد عن مدى عقلانية استمرار هذا الرقص المنفرد، كل على إيقاعه الخاص يعزف موسيقاه، في محيط من الفوضى، المزعجة لا الخلاقة. وبما يتصل بمخططات الإيقاع، وفق لعبة العداء «الوهمية» على إعتبار أن منتجنا الثقافي/ محيطنا الثقافي/ صورتنا الثقافية تعيش حالاً من التضخم! تجاربنا المبتورة، والتي مازالت – كما كانت دائماً – مسخاً ثقافياً تديره الخلافات الشخصية لما تجد من يمسكها عن الوقوع في الحافة، مثقفنا / مبدعنا / شاعرنا الجديد محكوم بالشللية، القائمة دائماً على العداء والخديعة والتفرد والتحكم والبتر والاسترضاء والخضوع. ثقافة لا تزيد عن حدود النص، في حوامل حالات من المرضية الجديدة.
وفق هذه المعادلة القياسية من البؤس، لا يسعك حين تراقب الأمور عن كثب، إلا أن تبعث تهانيك محايداً جداً، هادئاً جداً، مريضاً جداً، كأنما تدير مؤسسة لـ «النشر»، إما أن تكون صحافياً ثقافياً في هذا الوسط، فمعناه: أن تكون مثقفاً «إمعه»
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ