نواصل في هذه الحلقة النقاش الذي بدأناه يوم أمس بخصوص تقرير التنمية البشرية للعام 2006 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويركز مقال اليوم على تفاوت أداء الإناث في الوطن العربي. باختصار تؤكد الإحصاءات وجود تفاوت نسبي كبير بين دخل الإناث والذكور لصالح الأخير، كما أن الإناث يعانين من نقص الحصول على فرص التعليم في عدد من الدول العربية.
يذكر أن الكويت حصلت على المرتبة الأولى بين الدول العربية وذلك بحلولها في المركز الـ 33 على مستوى العالم. في المقابل، حلت موريتانيا في المرتبة الأخيرة بين الدول العربية والمركز 153 دولياً من بين 177 بلداً شملها التقرير.
دخل الإناث أقل من الرجال
يشار إلى أن بعض الدول العربية لم توفر إحصاءات متكاملة عن الإناث بخصوص الدخل والتعليم والعمر وهي مجتمعة المتغيرات الرئيسية لمؤشر التنمية البشرية. على كل حال، هناك جانب حيوي في التقرير يتعلق بنسبة دخل الإناث إلى الذكور. يلاحظ أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في كل من جزر القمر وموريتانيا، إذ حصلن على 51 و50 في المئة على التوالي من نصيب دخل الذكور. ويبدو أن السبب يعود إلى انغماس الإناث في مختلف الأعمال نظراً إلى الظرف الاقتصادية الصعبة نسبياً في هاتين الدولتين. يبقى أن من بين الأمور المثيرة حصول الإناث على دخل أقل من الرجال في كل دول العالم بلا استثناء. عموماً، هناك تفاوت أقل في مستويات الدخل في الدول الاسكندنافية مثل السويد والنرويج والدنمارك. عالمياً، إن أفضل النتائج من نصيب الإناث في السويد، إذ تستحوذن على 81 في المئة من دخل الرجل.
من جهة أخرى، يلاحظ أن الأرقام ليست جيدة في بعض الدول الصناعية المتقدمة مثل اليابان. وتحديداً تحصل الأنثى على ما نسبته 44 في المئة من دخل الرجل في اليابان، الأمر الذي يعكس سيطرة الرجال على مجريات الأمور في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. أما في أميركا وحدها فإن الأنثى تحصل على 62 في المئة من دخل الرجل.
انتشار الأمية في أوساط الإناث
أما بخصوص التعليم، فإن أعلى نسبة من نصيب الإناث في الكويت، إذ تبلغ 91 في المئة، كما أن نسبة التعليم منتشرة بشكل قوي في أوساط الإناث في قطر نحو 87 في المئة. في المقابل، تعاني المغرب تدني انتشار التعليم في أوساط الإناث إذ تقل عن 40 في المئة فقط. عالمياً، تؤكد إحصاءات تقرير التنمية البشرية للعام 2006 نجاح أكثر من 20 دولة في العالم، في القضاء على ظاهرة الأمية في أوساط الإناث بشكل كامل.
تعيش الأنثى
وفيما يخص متغير العمر، فكما هي الحال في الغالبية العظمى من دول العالم، فإن متوسط العمر للإناث في الدول العربية أفضل منه مقارنة بالذكور. وتؤكد الإحصاءات أن أفضل متوسط للعمر من نصيب الإناث في الإمارات، إذ يزيد على 81 سنة، ثم الكويت (في حدود 80 سنة)، وبعد ذلك ليبيا (76.4 سنة). أما أدنى متوسط للعمر للإناث فهو في جيبوتي (54 سنة). عالمياً، تحتل اليابان المرتبة الأولى، إذ يبلغ متوسط عمر الأنثى نحو 86 سنة.
ختاماً، من الواضح أن هناك تفاوتاً في أداء الإناث في الوطن العربي مقارنة بمثيلاتهن في العالم الغربي. عموماً، تميل الإحصاءات إلى صالح الإناث في الدول الغربية. ومن المؤكد أن جهوداً مضنيةً مطلوبة حتى تتمكن المرأة العربية من تحسين مستويات أدائها على مؤشرات التنمية البشرية وبالتالي تحصل على نصيبها العادل من التعليم والثروة
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ