يتفق غالبية المترشحين للانتخابات البلدية في برامجهم الانتخابية على تعديل قانون البلديات، وهو أمر متاح ومن ضمن اختصاصات المجالس البلدية، غير أن هناك تطلعات وطموحات في برامج هؤلاء، يصعب على الناخب تقبلها أو تخيلها، وفي أحيان كثيرة تكون أمورا روتينية وعادية وبإمكان أبسط الأفراد القيام بها.
مشروع البيوت الآيلة للسقوط الذي يتبناه الديوان الملكي بتوجيهات من عاهل البلاد المفدى وتنفذه وزارة الأشغال والإسكان، يعتمد على دراسة شاملة لحال الأسرة، ووضعها المادي، وفي حال ما إذا انطبقت المعايير على الأسرة، يتم إخراجها وصرف بدل إيجار لها، تمهيداً لهدم المنزل وإعادة بناؤه، وهي عملية تسير من دون توقف إلا أن هناك مترشحين بلديين يصرون على أنهم سيدفعون بالمشروع وسيرفعون من عدد البيوت المقبولة ضمن البرنامج، كما أنهم تعهدوا بتوفير مستلزمات أخرى في المنازل الجاهزة تصل إلى حد التأثيث، متناسين أن هناك موازنة محدودة للمشروع، وفترة زمنية معينة سلفاً، يتحرك وفقها إيقاع العمل، وطاقة استيعابية يتحدد على إثرها عدد البيوت في كل دائرة في محافظات المملكة الخمس، موزعة على مراحل (الخطرة والعاجلة والشاملة).
إضافة إلى ذلك، تجد هناك بعض المترشحين يقدمون على فعل يثير العجب والغرابة، فهم يمنون على ناخبيهم القيام بتشجير وتجميل محافظاتهم على رغم أن هذا عمل روتيني تتولاه الأجهزة التنفيذية في البلديات، كما انه يؤكد لهم أنه سيزيل البيوت القديمة لعمل مواقف سيارات وهذا يعتبر أمرا مخالفاً لسياسة الدولة في الحفاظ على البيوت التراثية، وإعادة تأهيلها واستغلالها سياحياً، وذلك وفقا للاتفاق الذي عقد بين وزارة شئون البلديات والزراعة ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي للحفاظ على التراث العمراني في البحرين.
مترشح آخر لم يجد شيئاً يعلق آمال الناس عليه، سوى أن يقترح ضمن برنامجه الانتخابي تطوير عملية الصباغة واللون الموحد للفلل السكنية الجديدة، ولم يكتف بذلك بل تحدى وبصم بأصابعه العشر بأنه سيدمج وزارة التخطيط مع أجهزة الشئون الفنية وفصلها عن الإدارة الخدمية بالبلديات والبيئة، ناسياً أن البحرين في تاريخها لم يكن فيها وزارة للتخطيط.
الأعضاء البلديون طوال أربع سنوات صبوا جام غضبهم على الحدائق والمضامير، فلا توجد زاوية أو ممر أو حي إلا وتوجد فيه حديقة، وعلى رغم ذلك، تجد أن برامج المترشحين الجدد يجددون الخدمات نفسها من توفير حدائق عامة للعائلات، وملاعب للأطفال ومضامير، وساحات شعبية.
وزارة الأشغال والإسكان تعتزم في المستقبل التقليل من عدد المرتفعات في الأحياء والمدن، فالمواطن البحريني اليوم حتى يصل إلى منزله بحاجة إلى نصف ساعة أو أكثر، حتى يتخطى طابور المرتفعات التي تتربص به في كل جنبة من جنبات الشارع، وما أن يقترب من مسكنه حتى يجد الأصوات بدأت تتعالى من أسفل سيارته وبالتالي عليه أن يجد أقرب كراج حتى يستنزف المتبقي من راتبه، وعلى رغم ذلك تتفاجأ بمرشح يعلن على أنه سيزيد عدد المرتفعات في منطقته للحد من السرعة.
وزارة المواصلات خصصت وسائل النقل العام في المملكة، لتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين، وهي المعنية الأولى بهذه المسألة، غير أن أحد المترشحين فكر في مخطط آخر لتطوير وسائل المواصلات، وهو القيام بتضليل محطات النقل العام، وعمل أكشاك مكيفة لبيع الآيسكريم والأشياء الخفيفة.
جميع ما ذكر من مقترحات ووعود وردية يعتزم المرشحون البلديون توفيرها لناخبيهم في المستقبل، فإنها تعتبر غيضا من فيض المقترحات الأخرى التي ينوي مترشحون آخرون طرحها، وربما ستكشف لنا الأيام المقبلة مزيداً من العجائب والغرائب في البرامج الانتخابية للمترشحين البلديين، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات في 25 من الشهر الجاري وما سينتج عنه تمخض تشيكلة المجالس البلدية وتنوي طرحها من آراء من الممكن أن تسبب في تفتق القرائح وربما ظهور النوابغ والعقول النيرة
العدد 1531 - الثلثاء 14 نوفمبر 2006م الموافق 22 شوال 1427هـ