صرف بعض الناخبين النظر عن التصويت في انتخابات البحرين النيابية والبلدية المقررة نهاية الشهر الجاري، مسجلين بذلك موقفاً احتجاجياً صامتاً؛ لأن أصواتهم - على حد تعبيرهم - ذات قيمة، ولن تعطى إلا في حال تمت إعادة النظر في العملية الانتخابية، وهيكلية البرلمان وأداء المجالس البلدية اللذين أخفقا في صنع القرار، مضافاً إلى ذلك ما أثاراه من علامات تعجب كثيرة ظهرت مع تمرير حزمة قوانين وقضايا عدة جاءت قبيل موعد الانتخابات التي جاء إعلانها متأخراً، الأمر الذي شكك «نخبة» صامتة من المجتمع في خيارها المشاركة في التصويت.
وفي هذا الصدد، قال فاضل الشكر (مدرس ومشرف) من محافظة العاصمة: «أساس التجربة عموماً يكمن في أن البرلمان السابق لم يبنَ على أساس سليم طوال السنوات الأربع الماضية التي خلت أيضاً من أي دور مؤثر أو المشاركة في صنع القرار، وإلا لما مررت الحكومة حزمة قوانينها بهذه السهولة خلال شهر واحد وبالتالي فإن الأساس خطأ وقد لا يحدث فرق كبير سواء أدخلت المعارضة أم لم تدخل، باعتبار أن البرلمان غير مهيأ».
وأضاف الشكر لـ «الوسط» معلقاً «ليس هذا السبب فقط، فهناك أيضا الجماعة الإسلامية من كلا الطائفتين، والتي تحشد لمرشحيها بطرق وأساليب غير صحيحة، مثل الإجبار والفرض، ولا تترك للناخب أبسط حقوقه ألا وهو حق الاختيار، إلى جانب الوعود الكثيرة التي طرحت في برامج المترشحين وهي غير مقنعة مثل: زيادة الراتب وإعطاء مسكن لكل مواطن... إنها أمور لن تتحقق واقعاً وهي ضحك على الذقون».
أماني أبوإدريس (موظفة في إحدى الوزارات) من المحافظة الوسطى أوضحت أن «تأخير موعد الانتخابات كان بمثابة علامة تعجب بالنسبة إلي، إضافة إلى الأمور والقضايا التي ظهرت قبيل موعد الانتخابات، ولكوني من الدائرة نفسها التي رشح فيها خليفة الظهراني نفسه سابقاً وهو اليوم يخوض سباق الترشيح مرة أخرى، فإنني أجده لم يقم بشيء سوى تمرير الكثير من القوانين التي لا تلبي مطالب الشارع»، وأضافت «لا أريد أن أعطي صوتي من أجل أن أرفع كفة على حساب أخرى». وعلى صعيد متصل، قالت سودية (ربة منزل) من محافظة المحرق لـ «الوسط» إنها لا تجد الكفاءة في دائرتها من المترشحين على رغم أنها متابعة جيدة للساحة السياسية في البحرين، غير أنها لم تتصور قط أن تصل شريحة المجتمع إلى هذا المستوى من النفاق والكذب على الجمهور، إذ تظن أنه لا يفهم شيئاً، وبالتالي فهي تعزي أهل البحرين الذين غرقوا في حرق الخيام وتكسير اللافتات وبراثن الطائفية والمناطقية لحساب هذا وذاك، معتقدةً أن ذلك جعل الناخب يفضل الصمت بعد أن احتار في كل شيء، فبدلاً من أن يصوت قرر ألا يصوت لأحد
العدد 1531 - الثلثاء 14 نوفمبر 2006م الموافق 22 شوال 1427هـ