فيما ينتظر العالم صدور نتائج تقرير لجنة بيكر - هاملتون بشأن الخطوات المقبلة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تجاه العراق عقب سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ في أميركا، تصاعدت موجة القتل والخطف في العراق، في حين تباينت ردود سورية وإيران بشأن فرص إجراء حوار مع واشنطن يمهد لخروج قوات الاحتلال.
الرئيس بوش وجد نفسه مرغما على تبديل سياسته الراهنة في العراق انه أقدم فور فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية للكونغرس على التخلص من وزير دفاعه دونالد رامسفيلد مهندس سياسة التدخل العسكري في العراق. لكن على رغم ذلك مازال بوش يتمنع عن الدخول في حوار ومباحثات مع جارتي العراق إيران وسورية في حين اتجه حليفه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في هذا الاتجاه.
كما أن طهران ذاتها لم تستغل الفرصة إذ بدرت منها تصريحات متناقضة توحي مرة بأنها ترحب بالحوار مع أميركا وتنفي مرة أخرى رغبتها في التفاوض مع واشنطن لأنها سبق أن أقدمت على مثل هذه الخطوة لكن واشنطن صدت الباب في وجهها وهاهي ترد عليها بالمثل.
سورية من جهتها لها مصالح في فتح باب الحوار على رغم ما تحس به من مرارة تجاه السياسة الأميركية وعليه رحبت بالدعوات الايجابية في هذا الصدد لكن تخوفت من فشلها أيضا تحت وطء التردد الأميركي.
السجال الدائر والتحولات المتوقعة في الساحة العراقية انعكست سلبا للأسف على الوضع الأمني في حين تحاول الحكومة عبثا إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها في حين تجد نفسها مكبلة بالقيود التي فرضها الاحتلال عليها. الأجدر أن يعمل العراقيون بدلا من الاقتتال وانتظار أن يأتيهم الفرج من الخارج على استغلال المستجدات الدولية لفرض أجندتهم على الآخرين
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1531 - الثلثاء 14 نوفمبر 2006م الموافق 22 شوال 1427هـ