في زحمة الخيام الانتخابية تكثر هذه الأيام صور وبرامج عدة للمترشحين والمترشحات ما يجعل الناخب في موقف المحتار أو المقاطع أو المشارك.
والعذر يبقى في أن الناخب يرى في بعض من رشح نفسه وكأنه يحمل عصا سحرية ستحل كل المشكلات التي يعاني منها أهالي دائرته إن لم يكن في أرجاء البحرين كلها.
بعض البرامج الانتخابية حملت أهدافا وعناصره ضعيفة أو ليست لها علاقة بوظيفة العمل البرلماني أو البلدي أصلا فمنهم من ذهب إلى طرح بعيد عن تطلعات ومطالب المواطن الأساسية أو القضايا التي تمس مستقبله ومستقبل أبنائه.
هذا الطرح الضعيف والمتواضع الذي افتتحت به بعض الخيام الانتخابية قد يكون مناسبا لعرض مسرحية هزلية إذ يكشف عن حقيقة وهي أن البعض ذهب من أجل الاستعراض وكسب مزيد من الشهرة والنجومية خصوصاً ممن أرهق نفسه في التقاط صور بحركات تقول إنه الفهيم والفطين وكأنه يخاطب بلوحاته الإعلانية جمهورا أحمق وشارعا مغفلا.
إن وجود هذه النوعية في الساحة الانتخابية الراهنة لن يجني شيئاً سوى تشتيت الأصوات والسبب يعود إلى نرجسية بعض المترشحين الذين يهرولون هنا وهناك في الخيام الانتخابية وفي تقديم الوعود الكثيرة بمعنى أو من دون معنى للناخبين وكأنهم مهرجو سيرك يزايدون في الشعارات وفي الكلام باعتبار أن لعبة الانتخابات مزيدات وبوفيهات تمتد على طول شوارع الدوائر وكأن أهل هذه الدائرة في مجاعة وهمهم الأول هو الطعام وتغير جو في المقار الانتخابية التي تزدان بالأنوار والأضواء.
لن نقف عند هذا الحد من الاستخفاف بالعملية الانتخابية الأمر الذي قد يثير الاشمئزاز والشفقة، فهناك من أطلق ألقابا ووصوفا على أقربائه في الحملات من أجل الصوت على رغم أن هذا يجب أن يبدر من صميم الشارع إن أحبوا هذا المترشح أو تلك المترشحة لا أن يفرض عليهم ويصبح خليفة لهم في البرلمان خصوصاً إن كان الشخص المعني مفلسا ولا يحمل أي رصيد وطني وبالتالي فإن إغراءات أخرى قد تكون هي المعنية لا مطالب الناس.
بينما هناك من يكفّر من يشاء ويؤسلم من يشاء للمترشحين فهذا أفندي وذاك عمامة وغيرها من الأمور التي توضح مفهوم التصويت بصورة مختلفة على رغم أنها قيمة لا تعطى إلا لمن يستحقها فعلاً..
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1530 - الإثنين 13 نوفمبر 2006م الموافق 21 شوال 1427هـ