صعقتني المُفاجأة عندما التقيت أحد أقطاب البشمركة في المحرق وذلك في خيمة النائب السابق والمترشح الحالي لدائرتنا في عراد، حيث كان اللقاء باعتباره عتاباً حاداً من مترشح نيابي يسعى إلى تمثيلهم في البرلمان القادم، فقد كال لي العتاب تلو العتاب للتعرض لهؤلاء البشمركة بسوء في مقالي السابق والذين يُعتبرون زينة وملح وبهارات المجالس المحرقية على حد تعبيره. إن المُفاجأة الاغرب بالنسبة إلي هي ان لقب البشمركة لقب يفاخر به في المحرق وله أعضاء منتسبون وآخرون فخريون لديهم العضوية الدهرية، ناهيك عن اتصالاتهم المكثفة طوال العام وفزعتهم الكبيرة ولاسيما أيام الانتخابات، فهم كفيلون بأكل الاخضر واليابس بحسب تعبير ممثلهم! فعمود آخر من أعمدة البشمركة المحرقيين الذي التقيته في ذاك المقر وقد وصل قبل إنزال الغوزي بنحو عشر دقائق وربما أقل فهو يعرف التوقيت فضلاً عن الاتصالات التي يتلقاها من أصحابه في الهم، فقد كان يشرح لي وبالتفصيل زيارته التي سبقت خيمة مترشحنا والتي كانت في مقر مترشحة أخرى ضّيفتهم “بعيش وربيان طباخ بيت ... ومضبوط على كيفك أحسن من طباخ المطاعم إللي يجيبونه باقي المقار”!

أسأل أحدهم ... بماذا تعني لكم بطونكم فضلاً عن عقولكم في زياراتكم المكوكية الى المقار الانتخابية والمجالس وبهذه الهمة؟ إذ لم يتردد في الافصاح عن سر لم أتوقعه، بأن جزءاً من رواتب النواب والمسئولين الذين يقومون بزياراتهم هي عبارة عن حق من حقوق الشعب الذي هو (أنا)... فيجب عليهم صرفه علينا في الأكل على الأقل، فضلاً عن أنه سيستفيد من عروضنا الخاصة، فمن يقدم الأفضل سننعش مجلسه ومكانه أكثر، ففي النهاية هو فتح مجلسه وبالتأكيد يريد زواراً ورواداً وحركة في مجلسه، وأعتقد أننا نحن من نقوم بهذه المهمة بعيداً عن الكم والكيف في الحضور!

وإذا عُرف السبب... بطل العجب