مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الألماني بريغل أمام امتحان جدي وصعب وفيه مفترق طرق قد تؤدي بحياته التدريبية إلى الهاوية أو ترفعه إلى ما يريد.
مباراة الكويت يوم الأربعاء المقبل 15 نوفمبر/ تشرين الثاني سترسم لهذا المدرب خريطة بقائه مع الفريق بشكل كبير إن هو نجح في تخطي هذه العقبة الصعبة فهو في أمان وسلام، ولكن عندما يفشل ويخفق في وضع حلول للتأهل فإنه من المؤكد سيهوي إلى القاع وسيطالب الجميع برأسه وبرحيله بأسرع وقت.
بين هذين التناقضين يجب على بريغل أن يتعامل مع هذا الحدث بعقلية محترفة تحمل الفكر الفني الذي يقود الفريق إلى الفوز فقط لا غير، وأن يكون التأهل لنهائيات كأس آسيا هو الطموح الأوحد الذي يفكر فيه إن أراد مواصلة طريقه في هذا المجال سواء مع منتخبنا أو غيره.
على بريغل في هذه المباراة أن يعد فريقاً قادراً من الناحية النفسية والفنية والبدنية على خوضها بأسلحة مشروعة تقوده إلى الفوز، وأن يتسلح بسلاح الشجاعة الهجومية بعيداً عن الفكر المشوش بالدفاع خوف الخسارة التي عانينا منها مراراً مع المدربين الراحلين عن قيادة الفريق و الذين لم نر منهم غير الويلات والإخفاقات المتكررة.
نحن اليوم أمام مستحق آسيوي يحتاج إلى الفكر الهادئ والمتعقل في رسم فنيات خطة اللعب والأسلوب الذي تُبنى عليه آمال الشارع الرياضي في المملكة بالفوز.
هذا الفكر يجب عليه أن يكون واقعياً في الطرح من خلال خطة اللعب التي تحمل هوية اللعب، بدءا بوضع التشكيلة المناسبة بعيداً عن المزايدات في وضع كل لاعب في مكانه الطبيعي، إذ لا مجال هناك لتجربة أي لاعب خارج نطاق مهماته داخل المستطيل الأخضر، وأن يكون لديه البديل الجاهز فنياً ونفسياً وبدنياً، وألا يقل مستواه عن الأساسي بل لابد من إيجاد الورقة الرابحة التي تغير معادلة النتيجة لصالحنا في أي وقت وأي ظرف من ظروف هذا اللقاء الحاسم.
وعلى المدرب بريغل أن يقرأ الفريق الكويتي قراءة فنية سليمة من جميع النواحي، وأن يعرف مواضع القوة والضعف فيه ومصادر الخطورة، ولا يكفي بأن يعد الفريق من جانب واحد ويهمل الطرف الآخر.
الفترة الزمنية التي قضاها بريغل مع الفريق غير قصيرة، وإن لم يستطع أن يجمع عناصر المنتخب لإعداده، ولكنه في هذه الفترة يفترض أنه راقب وتابع المنتخب الكويتي في مبارياته التجريبية وحتى في برنامجه التدريبي، وخصوصاً أن لديه أحد أبناء الوطن المخلصين هو محمود فخرو الذي يجيد قراءة الفريق الآخر عبر برنامجه الخاص (الدارت) في إيضاح كامل لطريقه اللعب للمنافس في الحالين الدفاعية والهجومية، ومكامن مصادر الخطورة وسبل إيقافها، ومن ثم وضع الطريقة المناسبة لاستثمار قدرات العناصر الموجودة في المنتخب في القضاء على خطورة المنافس والفوز عليه. وخصوصاً أن فخرو تابع الفريق الكويتي في أكثر من مهمة ومباراة، وعاد من مهمته حاصداً الكثير من النقاط المهمة التي يحب الاستفادة منها لموقعة الأربعاء الحاسمة.
في هذه الفترة الزمنية كما قلنا، يجب على مدرب المنتخب الوطني بريغل أن يكون قد استثمرها لصالح الفريق بهذه المتابعة، ونأمل منه أن يبتعد كما قلنا سلفاً عن هوس الخوف من الخسارة وأن يكون شجاعاً بزرع الثقة في نفوس اللاعبين على طريق الفو، وأن يدلهم على طرق اللعب و النواحي الهجومية عبر القراءة السابقة للفريق الكويتي.
وليضع بريغل في اعتباره الجماهير التي ستحضر الاستاد الوطني، وأن أعينها تراقبه وقلوبها مع الفريق وإحساسها ومشاعرها تنتظر الحدث السعيد الذي يخرجها من الوطني مرفوعة الرأس، لا أن يكون العكس كما كان أسلافه من المدربين الذين خذلوا هذا الجمهور الوفي، وأن يستعيد لهم ابتسامتهم المفقودة بعرض كبير يتوج بفوز يغمرهم بالسعادة وينقلهم إلى نهائيات آسيا. بريغل عندما يكون على كرسي مراقبة الفريق في المباراة، عليه أن يعرف ما سيقدمه للفريق من طريقة لعب وأسلوب وغيرها من أمور مهمة كالعلاقة الأخوية التي يجب أن تجمعه مع اللاعبين داخل وخارج الملعب على أساس الاحترام المتبادل، حتى تتوفر لدى اللاعبين الظروف والعوامل للإبداع والتألق والدفاع المستميت عن شعار الوطن في هذا اللقاء الحاسم والكبير، لأنه عندما تتأثر هذه العلاقة بشيء من الاختلاف والخلافات فإن المردود السلبي سيعود على الفريق ككل، ومن ثم نحن نطالب المدرب الألماني بريغل بأن تكون علاقاته مع جميع اللاعبين من دون استثناء أكثر من جيدة، وأن يكون منصفاً معهم جميعاً ولا يفضل أحدهم على الآخر إلا من النواحي الفنية والتميز الذي يظهره اللاعب نفسه ليفرض وجوده داخل المستطيل الأخضر.
وعلى بريغل أيضا أن يشرك مساعده الوطني مرجان عيد في مشاوراته حتى أثناء المباراة، لأن عيد لديه المقدرة على فهم نفسية اللاعب البحريني، وهذا عامل مساعد كبير في تسيير طريقة اللعب، ومن ثم يقربنا نحو التأهل بإذن الله.
أخيراً، على بريغل أن يهاب الأزرق وفق نتائجه في مبارياته التجريبية، وخصوصاً الأخيرة التي فاز فيها بوافر كبير من الأهداف... ونحن أيضاً لدينا القدرة على الفوز بشرط أن يقتنع بريغل بهذه القدرات وعندها سنكون نحن المهيَئين لبطاقة التأهل
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ