شاعت في العالم بما فيه بعض الدول الإسلامية عادة الاحتفال بأعياد الميلاد، إذ يحرص الكبار، وخصوصاً الوالدين على تقديم هدايا في صبيحة يوم العيد، وكأنها مقدمة من بابا نويل أو سانت كلوز كما يحلو للبعض تسميته.
ويبدأ مارثون شراء هدايا بما لا يقل عن شهر قبل حلول الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول. ويبدو أن نفقات عيد الميلاد وهداياه باتت مشكلة مالية تواجه البلدان الفقيرة بشكل عام والأسر غير الميسورة على وجه الخصوص. وقد بدأنا نشاهد هرولة البعض لتسوق هدايا عيد الميلاد القادم.
ولا يمكن فصل تلك المعاناة عن واقع البلدان الاقتصادي. وقد رسم تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2005 صورة قاتمة عن توزيع الدخل العالمي وتفاوته الصارخ بين البشر. وكشف أن مجموع دخول أغنى 500 شخص في العالم يفوق دخول أفقر 416 مليون شخص. وأفاد التقرير المكون من 372 صفحة، والذي سيوزعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قريباً، أن 2500 مليون شخص - نحو 40 في المئة من سكان العالم - يعيشون بأقل من دولارين في اليوم لكل منهم، ولا يحققون سوى خمسة في المئة من إجمالي الدخل العالمي في حين أن أغنى 10 في المئة يعيشون كلهم تقريباً في البلدان الغنية، حيث يحققون 54 في المئة من هذا الدخل.
وأشار التقرير الى أن «إنقاذ مليار إنسان يعيشون بأقل من دولار في اليوم، عند عتبة الفقر المدقع، يكلف 300 مليار دولار، وهو مبلغ يمثل 1.6 في المئة من دخول أغنى عشرة في المئة من سكان العالم».
وتوقع التقرير أن تخطئ الاتجاهات الحالية مرمى أهداف التنمية للألفية الثالثة، وأهمها تأمين التعليم الابتدائي للجميع بحلول السنة 2015، إذ سيبقى 47 مليون طفل خارج المدرسة بحلول ذلك التاريخ. وللامساواة أبعاد متشابكة، ففي البرازيل إذ تتسع الهوة بين الفقراء والأغنياء، يفوق متوسط الدخل نظيره في فيتنام حيث تضيق الهوة. لكن دخول أفقر 10 في المئة من البرازيليين أدنى من دخول نظرائهم الفيتناميين.
من جهة أخرى، ينفق خمس سكان كندا أي نحو 6 ملايين شخص ما إجماله ملياراً دولار كندي بمعدل 319 دولاراً للفرد خلال «يوم الملاكمة» للتسوق وهو اليوم الذي يلي عيد الميلاد مباشرة بسبب التنزيلات والمضاربة القوية على الأسعار.
وأظهرت استطلاعات نشرت أخيراً أن المستهلكين في مقاطعتي اونتاريو والبرتا الكنديتين هم الأكثر توقاً للتسوق حيث خرج 31 في المئة منهم إلى الأسواق التجارية. يذكر أن البضائع تباع بأسعار مخفضة جداً بعد عيد الميلاد وقبل رأس السنة لفسح المجال أمام عرض السلع الجديدة. الدولار الكندي يعادل (0,8495 دولار أميركي).
وكشفت دراسات أعدت أخيراً أن 50 في المئة من الكنديين ينفقون الأموال على شراء الهدايا خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر بسبب مناسبتي عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، حيث تقدر القيمة الإجمالية للمشتريات بـ 50 مليون دولار كندي خلال ساعات الذروة فقط .
ويؤكد المختصون أن الهوة الاقتصادية بين الدول الغنية والفقيرة في تزايد مستمر ومن المؤشرات التي تدل على ذلك ظهور جوانب عدة منها طرائق البذخ وأشكال الترفيه التي تحصل عليها الشعوب المتـنعمة مقابل الفاقة والعوز والحرمان الذي يعشعش في خلايا الشعوب الفقيرة.
هذا السياق، قال استطلاع شمل ألف شخص من البالغين بالولايات المتحدة إن المتسوقين في فترة الأعياد في الولايات المتحدة انفقوا 25 مليار دولار من خلال الانترنت في الأسبوع الذي انتهى في 16 ديسمبر مع تصدر الأجهزة الالكترونية والملابس قائمة المشتريات
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ