العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ

أهل البحرين من البحرين وإلى البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تلفزيون البحرين خصص حلقته مساء أمس (هذا المساء) لمناقشة دور الصحافة في الانتخابات، وأود أن أتقدم بالشكر لأن التلفزيون بث الحلقة مباشرة وأفسح المجال لوجهات النظر أن تنطلق على الهواء، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن البحرين تشهد حراكاً إيجابياً نحو تفعيل المشاركة الشعبية في صنع القرار.

واحدة من النقاط التي طرحت كانت تتعلق بالبعد الطائفي في العملية السياسية، وهو موضوع يستحق أن يعالج، وأن يتم استعراض الأفكار والتجارب العملية للأمم وتجاربنا الوطنية التي تغنينا معرفياً. وإذا كان لي من اعتراض في تناول هذا الموضوع فإنه اعتراض على من يتهم فئة من المجتمع في وطنيتها، وهو طرح مردود عليه من كل جانب. فآباؤنا - من مختلف الفئات - هم الذين حفظوا استقلال البحرين، وهم الذين صوتوا لعروبة البحرين، وهم الذين وافقوا على طي صفحات الماضي من أجل الدخول في عملية سياسية تتعامل معهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

في تاريخنا الإسلامي نجد تجربة تكوين دولة الرسول (ص) في المدينة المنورة، حينما كتب نبينا العظيم «صحيفة المدينة» التي اتفق من خلالها مع جميع مكونات مجتمع المدينة آنذاك، من مهاجرين وأنصار، ومسلمين ويهود، على أن يدافع كل واحد منهم عن الآخر وأن تنتظم أمور كل فئة بحسب دينها وتقاليدها. وبقيت «صحيفة المدينة» هي الوثيقة الحاكمة بين فئات مجتمع المدينة المنورة ولم يلغَ هذا العهد إلا بعد أن نقضت بعض الفئات ما تم الاتفاق عليه وتعاونت مع مشركي مكة آنذاك ضد الرسول (ص). والحال لا يختلف عن يومنا هذا؛ إذ بإمكان أية دولة أن تحتذي حذو الرسول (ص) وتدخل في اتفاق مع فئات المجتمع ضمن عهد يحفظ حقوق الجميع مقابل حماية سيادة الدولة. وفي حال ثبت (باليقين) أن هناك من أقدم على الخيانة الكبرى فإن جزاءه العقاب الذي سنته جميع الأمم لمثل هذه الجريمة.

الأمر يتطلب نشر ثقافة تمنع التخوين، لأن اتهام فئة دون غيرها بالخيانة من دون دليل إنما يهد من كيان الدولة والمجتمع، وهو ربما انعكاس لضعف ما في الدولة والمجتمع. ولعل المرء يلحظ أن مثل هذه الاتهامات لا تلقى جزافاً في أي بلد يحترم نفسه، وإلا فإن هناك مشكلة حقيقية عجزت الدولة وعجز المجتمع عن معالجتها.

في كل مرة يتكرر سؤال أهل البحرين عن رغباتهم، فإنهم يجنحون إلى التصويت نحو العيش بسلام وأمان وتحضر وإنسانية مع بعضهم بعضاً، وليس أدل من ذلك في تاريخنا القريب من زيارة الملك لسترة في فبراير/ شباط 2001، وكيف رفعت سيارته ولم تكن هناك أية حراسة عليه، على رغم أن سترة كانت (ومازالت) من أكثر المناطق التي تعاني الآلام السياسية، وهي آلام لو أصابت ذرات منها البعض لرأيناه يفعل ما يتهم به الآخرون

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً