نحن نعلم كما يعلم أهلنا في المحرق والدير والبديع وبني جمرة والرفاع والدراز والحد وسترة، أن شعب البحرين تربطه علاقات ووشائج متينة قديمة متجذرة من أيام الغوص، وصداقات مهنة البحر، والعمل في شركة النفط. والحركات الشعبية المختلفة على مر العصور، تؤكد أن العداء الأخير ليس حقيقيّاً، ونجزم بأنه مصطنع، على يد ثلة ليست لديها وطنية حقيقية، ولا تملك الحس الوطني والهَمَّ الشعبي العام.
فلا عجب أنً من يعتاش على فتات السياسة يبيع دينه وأصوله، ومن يتنفس نفاياتها يدوس على ضميره ويرفس أبناء وطنه وإخوانه في الدين والوطن، ويتنصل من كل المصطلحات الوطنية، ومفهوم المواطنة والحقوق مقابل العطايا المالية والمنح الوظيفية.
كذلك نعلم جيداً، أن وجود التجمعات الكرتونية، ولاسيما التي اختلقت بعد أحداث فبراير/ شباط 2011 سواء كانت سياسية أو حقوقية أو مهنية؛ وُلِدت بهدف ضرب المعارضة، ومن تأسّس بطريقة فلتة غير طبيعية ومن دون منهجية أو رؤية، فهو لن يقف مع الناس.
لقد انكشف أمر هذه التجمعات المصطنعة لمنتسبيها أخيراً، والتي هدفت إلى شق صف اللحمة الوطنية وتفتيت المجتمع لإضعاف الحركة المطلبية. وهذا ما استخلصناه مع شيوع الاستقالات الجماعية من التجمع المذكور. كما نشهد بداية عودة العلاقات الأخوية بين المكونين الرئيسيين على المستوى الشعبي، إلى سابق عهدها في الأعمال والعلاقات التجارية والاقتصادية. ويتوقع من أبناء الشعب أن يتراصوا ويتآلفوا ويتحالفوا بشكل أقوى من أيام الاستعمار، حينما تنجلي هذه الغمة. وحين ينكشف الغطاء بشكل أوسع، ستبين الحقيقة ويظهر الحق، وهذه سنَّة الحياة.
ومع علمنا بما يُطلَقُ على ألسن منتسبي بعض الجمعيات، التي لا تمثل إلا ثلة قليلة، وليس لديها أي مشروع سياسي وإنّما ترأسوا جمعيات للتباهي، والتي استفاد بعض منهم في هذه الظروف الاستثنائية الطارئة. وقد كانت لي زيارات عديدة للمنطقة التي يقيم فيها المتحدث الرسمي باسم الائتلاف فلم ألحظ فيها أي نشاط سياسي أو اجتماع اقتصادي أو ندوة حقوقية أو ورشة عمل أو أية استضافات علمية أو ثقافية.
ما تمَّ رصده هو أن بعضهم الذين لا يتعدون العشرة، يلتقون بالجمعية للسمر في أمور لا نعلمها، ولكن بالطبع ليست سياسية ولا ندوات ثقافية ولا علمية، لأنه لا يتواجد جمهورٌ حاضرٌ، فكيف يمثّلون إخواننا المواطنين في تلك المنطقة أو سواها؟
لكن، لا يصح إلا الصحيح، وما تم تصنيعه من كره ونشره من كراهية في المكنات الإعلامية والآلات الصحافية وقاذفات الأبواق في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمثلون سوى 5 في المئة من شركاء الوطن، وهذا ما نعلمه جيداً وواثقون منه. أما الأكثرية في تلك المناطق فتشارك إخوانها في إرادة التغيير والاصلاح. ولا ننسى جيل الآباء ممن تقدّم الصفوف في مواجهة الاستعمار ومقاومة الاستعباد قبل الاستقلال، لكن جيل الأبناء يتعرض لضغوط ويواجه عقاباً أشد وطأة في هذه الأزمة. وفي الوقت نفسه تعرض لتأثيرات إعلامية روجت للكره المصطنع من قبل ثلة استغلت أدوات الإعلام والصحافة والإذاعة، لصناعة وترويج الكراهية.
ولا ننسى كل من التزم بالروح الوطنية، وتآلف مع أبناء وطنه وتألم لمآسي إخوانه وما تعرضوا له من قطع أرزاق وهتك حرمات، ولم يجرفْه التيار للعداء المصطنع، الذي دفع البعض إلى الرقص على جراحات الوطن وأهله، والفرح لاعتقال الناشطين السياسيين والحقوقيين من أبناء البحرين البررة، وإخوته في الدين والوطن.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3855 - الأربعاء 27 مارس 2013م الموافق 15 جمادى الأولى 1434هـ
ما يصح إلا الصحيح
الشكر الجزيل موصول لك أخي الكريم على مقالك الهادف وإلى كل صاحب قلم حر يأنبه ضميره فيما يكتب, الكراهية والبغض المصطنع يدمر أصحابه قبل الآخرين. يقول عز من قائل: "ولا يحيط المكر السيئ إلا بأهله". (محرقي/حايكي)
في الصميم
سنتصدى لكل من يحاول ان يبث روح الفتنة في المجتمع
موضوع قوي
نعلم جمعياتهم لا تمثل شعبهم، ولا يمثلون الا عوائلهم ستراوي