العدد 3855 - الأربعاء 27 مارس 2013م الموافق 15 جمادى الأولى 1434هـ

جيش باكستان يطارد «طالبان» لفرض الأمن عشية الانتخابات

رجل من شركة أمن خاصة يقف عند المدخل الرئيسي لمكتب الحملة الانتخابية لبرويز مشرف - AFP
رجل من شركة أمن خاصة يقف عند المدخل الرئيسي لمكتب الحملة الانتخابية لبرويز مشرف - AFP

كثف الجيش الباكستاني خلال الأسابيع الأخيرة عملياته في وادي تيراه شمال غرب البلاد مطارداً مقاتلي طالبان الذين كثفوا انتشارهم من حول مدينة بيشاور الاستراتيجية، وذلك في محاولة لفرض الأمن في المنطقة استعداداً لانتخابات مايو/ أيار.

وتحول وادي تيراه المعروف بصعوبة السيطرة عليه، والواقع بين جبال شاهقة تغطي قممها الثلوج وفيها مغاور كثيرة في منطقة خيبر القبيلة، إلى معقل لحركة طالبان الباكستانية، أكبر حركات التمرد الإسلامية المسلحة في البلاد.

ويهدد انعدام الاستقرار في تلك المنطقة الجبلية قوافل حلف شمال الأطلسي القادمة والمتوجهة إلى أفغانستان المجاورة وبيشاور المركز المفصلي في شمال غرب البلاد الواقع على مسافة مئة كلم من هناك، فضلاً عن أنها ميدان تنافس مع اقتراب الانتخابات التشريعية في 11 مايو.

وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة لاستقرار باكستان الديمقراطي لأنها لأول مرة في تاريخ البلاد المضطربة تنهي فيها حكومة مدنية السنوات الخمس لولايتها كاملة.

كذلك ستكون أول مرة تشارك فيها الأحزاب السياسية في الانتخابات في المناطق القبلية السبع المجاورة لأفغانستان التي تحظى بشبه حكم ذاتي بما فيها خيبر.

غير أن طالبان الباكستانية، وهي خليط من المليشيات الإسلامية ومجموعات المافيا، تتمركز في تلك المناطق الفقيرة والنائية، دعت إلى مقاطعة الاقتراع واغتالت العديد من الشخصيات السياسية المحلية خلال الأشهر الأخيرة وهاجم مقاتلوها مكاتب مطهر ذيب أكبر مسئول حكومي في خيبر فقتلوا ستة أشخاص لكن ذيب نجا.

وفي وادي تيراه أقام طالبان تحالفاً مع مليشيات «عسكر الإسلام» التي يقودها الزعيم المحلي، منغل باغ بامل احتواء الهجمات المتكررة للجيش الباكستاني المدعوم من جهته بمليشيا محلية أخرى تدعى أنصار الإسلام.

وصرح مصدر أمني باكستاني رفيع المستوى طالباً عدم ذكر اسمه لـ «فرانس برس»: «كثفنا عملياتنا» لأن «الانتخابات تقترب ومنطقة خيبر مهمة ويجب علينا أن نطرد» منها المقاتلين.

وقصف الطيران الباكستاني مواقع يتوقع أن مقاتلي تيراه يتمركزون فيها ومدينتي بارا وغالجو حيث الممر الذي يسمح للمقاتلين بالفرار إلى منطقة أوركزاي القبلية المجاورة، ويقصف الجنود أيضاً الوادي حيث فرضوا حظر التجوال على ما أفاد المسئول وبعض السكان.

وأكد المصدر الأمني أن «المقاتلين يقصفون المدارس ويدمرون المستوصفات وشلوا نشاط المنطقة، إنهم يقطعون الرؤوس ويهاجمون الجيش وبالتالي يجب منعهم من الوصول إلى الوادي ودحرهم إلى الجبال».

وصرح الزعيم القبلي، حكم خان لـ «فرانس برس» بأن «إسلاميين مسلحين وطالبان وحتى مقاتلين أجانب لجأوا إلى تيراه وتخشى السلطات أن يزحف المتمردون تدريجياً نحو بيشاور».

ودفعت المعارك في وادي تيراه بآلاف الأشخاص إلى النزوح نحو مخيم جالوزاي عند مشارف بيشاور الذي استهدفه الخميس الماضي اعتداء بسيارة مفخخة أسفر عن سقوط 17 شخصاً، ما يدل على أن حتى اللاجئين ليسوا في مأمن من النزاع في تيراه.

ويدعو بعض زعماء القبائل في الوادي إلى وضع حد للمواجهات وفتح حوار بين المقاتلين والحكومة.

وقال أحدهم واسمه مالك وريس خان أفريدي «نحن زعماء وطنيون وأصحاب ولاء لكننا نواجه مشكلة خطيرة لا يمكننا حلها بالحرب، المفاوضات هي الحل الوحيد».

لكن السلطات لا تبدو مستعدة للتخلي عن القوة وقال مطهر ذيب مؤخراً لزعماء القبائل إن «المقاتلين هم أساس المشكلة، فإذا هزموا اؤكد لكم أن السلام سيعود وأن حظر التجوال سيرفع» لكنه حذر من أنه «إذا رفعنا حظر التجوال الآن فإن الناس سيخرجون من منازلهم وسيسقط مدنيون حينها كضحايا جانبيين للنزاع».

العدد 3855 - الأربعاء 27 مارس 2013م الموافق 15 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً