يوما بعد يوم تسير الدول الخليجية نحو ما يسمى بالاتحاد الخليجي الرياضي إلى الوراء، فقد أصبحنا نشاهد المثال تلو المثال ينافي تلك الفكرة التي بدأت تخالج بعض المسئولين عن الرياضة في الخليج.
من يشاهد «المعركة والفوضى» غير الأخلاقية بين لاعبي الكويت الكويتي والريان القطري في البطولة الخليجية لكرة اليد يقول إن الاتحاد مقبل، لتتبعها التلميحات التي صدرت من السعودي حافظ المدلج مؤخرا بانسحابه من انتخابات الرئاسة الآسيوية لمصلحة الإماراتي يوسف السركال والحديث عن تنازلات وتخوين للبعض وتشكيك في الآخر، وأخيرا وليس آخرا، إلغاء بطولة الأندية الخليجية للكرة الطائرة قبل ساعات فقط من انطلاقها نتيجة عدم التوافق والركوب على اللوائح، كل هذه الأمور على ماذا تؤكد.
لا لاعبين يحافظون على الوحدة والترابط، ولا مسئولين يكونون قدوة للسير نحو التعاون الخليجي، فلاعبو كرة اليد ضربوا عرض الحائط كل الحب والمودة والهدف الذي جاءت به البطولات الخليجية بعراك حتى رجال الأمن أصيبوا فيه، ومنظمو بطولة الطائرة قدموا مصالحهم الشخصية وأنديتهم على المصلحة الخليجية والتجمعات الخليجية، كما هو الحاصل مع ناديي العين والشباب الإماراتيين اللذين تجاوزا قوانين التسجيل لبطولة كرة الطائرة من أجل أن يفوزا بالبطولة فقط، والقوانين واضحة وضوح الشمس، ولا حتى ما يدار حاليا من وراء الكواليس بين المرشحين الثلاثة على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي تنطبق عليه مقدمات لتجديد مناقشة الاتحاد الخليجي.
كل هذه الأحداث تسير بنا أولا إلى مناقشة المقدمات التي من شأنها أن تسير بنا إلى الإجماع على فكرة الاتحاد الخليجي، ولاسيما أن الجميع على ما يبدو -بالأفعال على الأقل- غير مقتنع تماما من هذه الفكرة، وبالتالي فإن الحفاظ على التعاون الخليجي بات أهم على ما يبدو من المصالح والتربيطات والتكتلات التي أمست تضرب بهذا التعاون، كما يجب أن تحقق البطولات الخليجية هدفها الأسمى الذي يتشدق به كل المسئولين، وإذا بهم أول الضاربين به عرض الحائط، فقط إذ تقدمت مصالحهم وتناسوا هذا التعاون الخليجي، وانساقوا لمصالحهم.
ستعيش الرياضة الخليجية في خندق آخر هذه الأيام، وما الإثارة المرتقبة لرئاسة الاتحاد الآسيوي في الأسابيع القليلة المقبلة إلا إحدى الأمور التي ستزيد من واقع الابتعاد يوما بعد يوم عن فكرة الاتحاد الخليجي، الذي لن يرى النور إلا إذا توافقت الرؤى والمصالح بين الجميع، وهذا لن يحدث على ما يبدو، على الأقل في القريب المنظور.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3854 - الثلثاء 26 مارس 2013م الموافق 14 جمادى الأولى 1434هـ