قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «يسرنا أن نعلن عن رغبة مملكة البحرين في استضافة محكمة حقوق الإنسان العربية، وأن تكون مقراً دائماً لانطلاق أعمالها وأنشطتها».
إن مؤتمر المنامة الخاص بإنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية الذي عقد مؤخراً في البحرين يشكل خطوة مهمة ورؤية مستقبلية تواكب تطلعات شعوبنا العربية نحو قيام هذه المؤسسة، لتلبي متطلبات حماية حقوق الإنسان العربي للارتقاء بها إلى المستوى الذي وصلت إليه الدول في المناطق الأخرى من العالم، بما يؤكد أننا أمة تحترم مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
وقال جلالته فى كلمة البحرين التى وجهها أمس الثلثاء (26 مارس/ آذار 2013)، إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الرابعة والعشرين المنعقدة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة: «وأشار جلالته إلى أنه في الوقت الذي تبذل فيه دول مجلس التعاون جهوداً كبيرة لتطوير علاقاتها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أسس الالتزام بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة ووحدة أراضي كل دولة من دول المنطقة وعدم التدخل في الشئون الداخلية، نجد أن تهديداتها المتكررة للملاحة الدولية في مضيق هرمز واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وتدخلها في الشئون الداخلية لدولنا، ودعمها للخلايا الإرهابية، بما يمثل إخلالاً وانتهاكاً غير مقبول بتلك المبادئ ويخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأعرب جلالته عن ارتياحه الشديد لنجاح المبادرة الخليجية التي أنقذت اليمن من حرب أهلية طاحنة، وذلك بفضل الجهود المشتركة التي قامت بها دول مجلس التعاون من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، ودعم عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مشيداً جلالته بالجهود الكبيرة التـي يقوم بها رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بين كل أطياف الشعب اليمني، بما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره.
وعن قضية فلسطين؛ قال جلالته: «إن الفترة الماضية شهدت العديد من التطورات والمتغيرات التي توفر ظروفاً جديدة ومرتكزات واضحة وثابتة للسلام في الشرق الأوسط، تقوم على أساس حل الدولتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ومن أجل تحقيق ذلك فإنه من الأهمية تبني منهجية جديدة لعملية السلام العادل والشامل في المنطقة، وإحياء آلياته المعطلة على جميع المسارات بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت ورفضها المتواصل للقرارات الدولية ذات الصلة، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع أصدقائنا في المجتمع الدولي للتحرك على أساس تنفيذ مرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002، ومبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأكد عاهل البلاد أن العمل العربي المشترك بناء صنعته إرادتنا، وهو استجابة بناءة لوحدة آمال وتطلعات شعوبنا للإصلاح والتحديث والتطوير وتحقيق التنمية المستدامة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان وكرامته وتعزيز دور المرأة والشباب، بما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، وترسيخ ركائز دولة القانون والعدالة والتكافل والمساواة لإرساء التكامل الاقتصادي فيما بيننا على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في بناء الاقتصاد العالمي، وإنماء الحضارة الإنسانية على أساس التفاهم والتسامح والحوار.
وتابع جلالته: «وهذا يتطلب إنشاء الآليات التي اتفقنا عليها لتطوير العمل العربي المشترك بتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية والأجهزة والهيئات المتخصصة التابعة لها، وضمان تنفيذ التزاماتنا وفقاً لما جاء فيه ودعم التشاور والتنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستكمال منطقة التجارة الحرة العربية ووضع إستراتيجية عربية شاملة بما يعزز التضامن العربي لمواجهة التحديات التـي تستهدف الأمن القومي العربي».
كما شدد جلالة الملك على إيمان البحرين بأن للجامعة العربية دوراً لا غنى عنه في معالجة مشاكلنا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها، ونحن الآن في أمسّ الحاجة إلى دعم دورها في سورية، بالنظر إلى التطورات الكارثية والمتسارعة التي يمر بها الشعب السوري الشقيق من أجل الوصول إلى حل للأزمة، يضع حداً للعنف وإراقة الدماء ويحافظ على وحدة سورية وتماسك شعبها ويقي المنطقة العربية وجوارها الإقليمي تداعيات خطيرة محدقة بها لن تقف عند حدود سورية.
وأعرب جلالته عن اعتزازه باحتصان دولة قطر الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية، معرباً جلالته عن عميق شكره وتقديره لأمير دولة قطر رئيس المؤتمر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحكومته وشعبه الشقيق بما شملونا به من عناية ورعاية ولما لمسناه من مشاعر أخوية فياضة أثناء تواجدنا بين أهلنا وإخواننا في قطر الشقيقة، متمنياً لسموه التوفيق والنجاح في تسيير دفة أعمال القمة، وتحقيق النتائج المرجوة منها.
كما أعرب جلالته، عن شكره وتقديره لجمهورية العراق الشقيقة على رئاستها للقمة العربية السابقة، وما حققته من نتائج إيجابية على صعيد العمل العربي المشترك، وأعرب جلالته أيضاً عن شكره للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على جهوده الدؤوبة التي لا تعرف الكلل، من أجل النهوض بالمسئوليات والمهام الموكلة إليه، ولإسهاماته في تقوية وتعزيز دور جامعتنا العربية لتحقيق أهدافها وصمودها أمام كل التحديات، وهي جهود مشكورة تستحق منا كل تقدير.
وفيما يلى نص كلمة جلالة الملك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الرابعة والعشرين المنعقدة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، رئيس القمة العربية ،،
الاخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية الشقيقة،،
معالي الأمين العام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إنه لمن دواعي اعتزازنا أن تحتضن دولة قطر الشقيقة الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية، ويسعدنا أن نعبر عن عميق الشكر والتقدير لأخينا صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، رئيس المؤتمر وحكومته وشعبه الشقيق بما شملونا به من عناية ورعاية ولما لمسناه من مشاعر أخوية فياضة أثناء تواجدنا بين أهلنا وإخواننا في قطر الشقيقة، متمنين لسموه التوفيق والنجاح في تسيير دفة أعمال قمتنا هذه، وتحقيق النتائج المرجوة منها.
وباسم مملكة البحرين، نود أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لجمهورية العراق الشقيقة على رئاستها للقمة العربية السابقة، وما حققته من نتائج إيجابية على صعيد العمل العربي المشترك، مع الشكر الجزيل لمعالي الأخ الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهوده الدؤوبة التي لا تعرف الكلل، من أجل النهوض بالمسئوليات والمهام الموكلة إليه، ولإسهاماته في تقوية وتعزيز دور جامعتنا العربية لتحقيق أهدافها وصمودها أمام كل التحديات، وهي جهود مشكورة تستحق منا كل تقدير.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،
إن العمل العربي المشترك بناء صنعته إرادتنا، وهو استجابة بناءة لوحدة آمال وتطلعات شعوبنا للإصلاح والتحديث والتطوير وتحقيق التنمية المستدامة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان وكرامته وتعزيز دور المرأة والشباب، بما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، وترسيخ ركائز دولة القانون والعدالة والتكافل والمساواة لإرساء التكامل الاقتصادي فيما بيننا على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في بناء الاقتصاد العالمي، وإنماء الحضارة الإنسانية على أساس التفاهم والتسامح والحوار، وهذا يتطلب إنشاء الآليات التي اتفقنا عليها لتطوير العمل العربي المشترك بتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية والأجهزة والهيئات المتخصصة التابعة لها، وضمان تنفيذ التزاماتنا وفقاً لما جاء فيه ودعم التشاور والتنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستكمال منطقة التجارة الحرة العربية ووضع إستراتيجية عربية شاملة بما يعزز التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تستهدف الأمن القومي العربي.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،
فيما يتعلق بقضيتنا العربية الأولى.. قضية فلسطين، فلقد شهدت الفترة الماضية العديد من التطورات والمتغيرات التي توفر ظروفاً جديدة ومرتكزات واضحة وثابتة للسلام في الشرق الأوسط، تقوم على أساس حل الدولتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ومن أجل تحقيق ذلك فإنه من الأهمية تبني منهجية جديدة لعملية السلام العادل والشامل في المنطقة، وإحياء آلياته المعطلة على جميع المسارات بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت ورفضها المتواصل للقرارات الدولية ذات الصلة، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع أصدقائنا في المجتمع الدولي للتحرك على أساس تنفيذ مرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002، ومبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما تؤمن مملكة البحرين بأن للجامعة العربية دوراً لا غنـى عنه في معالجة مشاكلنا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى دعم دورها في سورية، بالنظر إلى التطورات الكارثية والمتسارعة التي يمر بها الشعب السوري الشقيق من أجل الوصول إلى حل للأزمة، يضع حداً للعنف وإراقة الدماء ويحافظ على وحدة سورية وتماسك شعبها ويقي المنطقة العربية وجوارها الإقليمي تداعيات خطيرة محدقة بها لن تقف عند حدود سورية.
كما ونشعر بارتياح شديد لنجاح المبادرة الخليجية التـي أنقذت اليمن من حرب أهلية طاحنة، وذلك بفضل الجهود المشتركة التي قامت بها دول مجلس التعاون من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، ودعم عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مشيدين بالجهود الكبيرة التي يقوم بها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة أطياف الشعب اليمني الشقيق، بما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،
وفي الختام أدعو المولى عز وجل أن يوفقنا لما يُحبه وأن يجعل جهودنا جميعاً للعروبة سنداً مستمراً، وأن تنال شعوب أمتنا العربية ما تنشده من ازدهار واستقرار وأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
وكان عاهل البلاد وأخوه عاهل المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين غادرا أرض الوطن متوجهين إلى دولة قطر الشقيقة ليترأسا وفد مملكة البحرين ووفد المملكة الأردنية الهاشمية باجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الرابعة والعشرين.
وكان في مقدمة مودعي جلالتهما بقاعدة الصخير الجوية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
العدد 3854 - الثلثاء 26 مارس 2013م الموافق 14 جمادى الأولى 1434هـ
بويوسف
اتمنى ذلك، ولكن لو تم اعطاء الحقوق الحقة للشعب .. فإن الدول ستكون متوافقة على ان تكون المحكمة فالبحرين .. ولكن .. كيف ذلك و لايوجد حقوق؟؟!!