العدد 3852 - الأحد 24 مارس 2013م الموافق 12 جمادى الأولى 1434هـ

وهج ويوم الشعر

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

احتفالاً بيوم الشعر العالمي، أقامت مجموعة من الشعراء والأدباء والفنانين بالتعاون مع «جاليري الرواق»، فعاليات استمرت لثلاثة أيام تحت اسم «وهج»، وذلك في الشارع المقابل لجاليري الرواق، ابتداءً من الحادي والعشرين من مارس/ آذار الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون يوماً عالمياً للشعر.

بدا الشارع هناك منذ عصر الأربعاء مختلفاً، مزيّناً بقصاصات الشعر والقصائد والنصوص، منها المطبوع على الملابس والمعلق على حبال الغسيل، ومنها المكتوب في ورقٍ تنوّع شكله وحجمه ومكان لصقه، ومنها ما ارتداه بعض الشعراء بعد أن طبعه على لباسه المعتاد.

المشهد كان متنوعاً ومدهشاً وجديداً على بيئة البحرين التي اعتاد الجمهور فيها على إقامة الفعاليات في الأماكن المغلقة وبالطرق التقليدية، في حين انتقل هذه المرة إلى الشارع، ولم يكن الإلقاء هو سيد الفعالية بل تعداه إلى النقش كما فعل الشاعر جعفر العلوي الذي آثر أن ينقش نصوصه بطريقته التي عرف بها. ووصل إلى الكتابة على الملابس كما فعل الشاعر أحمد العجمي الذي عُرِف بتجديده في تقديم نصوصه مع كل تجربة.

وتواجد شعر البحرينيين المغتربين في الساحة أيضاً، حين صدح جهاز التسجيل بصوت الشاعر علي الجلاوي الذي أبى إلا أن يكون متواجداً بجديده الجميل، ولجأ بعض الشعراء إلى الإلقاء الممسرح المتميز كما فعل الشاعر حيدر النجم الذي كان يعانق كل قصيدة ويطلقها للفضاء، فيما اختار البعض الإلقاء التقليدي لنصوصه، في أماكن جهزها المنظمون لهذا الغرض.

فعالية بدأت بإطلاق طيور سلام من أقفاصها لتعانق الحرية، كان لابد لها أن تكون خارج قيد المألوف وإطار المتعارف عليه. وفعالية كانت من تنظيم مجموعة مستقلة أبت إلا أن تحتفل باليوم العالمي للشعر حين لم تجد من الجهات الرسمية مبادرةً تفي هذا اليوم حقه، كان لابد أن تكون مغايرة ومتميزة.

وعلى رغم تعدّد وتنوّع المستويات الشعرية المشاركة فإن الفعالية أثبتت قدرتها على اجتذاب الجمهور على اختلاف ثقافته وجنسياته وميوله وذائقته، وخصوصاً أن الشعر لم يكن وحده هو سيد تلك الليالي، بل شاركه العزف بعود حسن حداد وكمنجة علي العليوات، وشاركه الكاريكاتير حين وقف الفنانان علي البزاز ومحمود حيدر ليرسما لوحاتهما في الهواء الطلق، مطلقَين لخيالهما عنان الإبداع، مستلهمين من الواقع أفكارهما وألوانهما.

فعاليةٌ كهذه كان الأولى لها أن تكون مقامةً تحت مظلة جهة تحتضن الإبداع وتشجّع الثقافة، ليس من الناحية الإشرافية، وإنما من الناحية الإعلامية والتمويلية، فقد اعتمد المشاركون جميعاً على أنفسهم في تمويل أعمالهم ومشاركتهم، واعتمد الفريق الإعلامي المخصص بالتعاون مع مجموعة مجاز التي نشطت في الساحة مؤخراً بفعالياتها المتميزة على قدراتهم وما أتيح لهم من إمكانات فردية، شكلت حيزاً مهماً في الساحة بفضل التعاون والإصرار على تقديم ثقافة مستقلة لا تهدف إلا لنشر الوعي بعيداً عن ثقافة الإطراء والمدح لكل ما هو رسمي.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3852 - الأحد 24 مارس 2013م الموافق 12 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:34 ص

      شكرا ..لكم...

      يا سوسنة المااااااااااااء..المااااااااااء.... الماااااااء

    • زائر 6 | 10:15 ص

      جميل

      تفوتنا فعاليات كثيرة لكننا نعيش لحظاتهل بمقالاتم الرائعة

    • زائر 5 | 7:42 ص

      ليست مشكلة

      جميل يا سوسن على ألا تعتبري غياب المظلة مشكلة بل ميزة

    • زائر 4 | 1:41 ص

      تمنينا الحضور ولكن

      كنا نتمنى الحضور بعد ان شاهدنا الصو الجنيلة التي وضعها متكأ ولكن وضع القرى لدينا لا يسمح بالخروج ليلا

    • زائر 3 | 1:38 ص

      تسلمين

      انا احب الشعر الغيرمداح والنفاق المنتشرفي بلدنا شكر لك

    • زائر 2 | 12:13 ص

      شكراً لتنوع مواضيعك

      شكراً لقلمك استاذة سوسن المتنوع يأخذنا للسياسية والشعر والاهتمام بالنفس والعلاقات الأسرية والثقافة والفلسفة وحقوق الانسان . انت كاتبة متميزة في كل شي. وهذا التنوع مطلوب

    • زائر 1 | 11:14 م

      الشعر هومن افضل الفنون على الاطلاق وهو فن راقي وياريت بالبحرين تنظم مسابقه للشعر كل 6اشهر

      شكرلكم مقال رائع{جعفرالخابوري]‏‎ ‎

اقرأ ايضاً