العدد 3850 - الجمعة 22 مارس 2013م الموافق 10 جمادى الأولى 1434هـ

دفن رجل الدين السوري البوطي إلى جوار قبر صلاح الدين

شارك مئات الاشخاص في تشييع جثمان رجل الدين محمد البوطي الذي قتل مع حفيده في تفجير استهدف أحد المساجد في العاصمة السورية.

وقتل البوطي -الذي عينته الحكومة اماما للمسجد الاموي الاثري- مساء الخميس في هجوم استهدف مسجدا في نفس الحي أسفر أيضا عن مقتل 49 شخصا آخرين على الأقل.

واعتبر البوطي (84 عاما) من العلماء البارزين وله مكانته في العالم العربي لكنه اصبح محل جدل عندما أعلن التأييد للرئيس السوري بشار الأسد في الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ عامين.

ووصف في احدى خطبه معارضي الاسد بأنهم "حثالة" كما دعا في اخر خطبتين له إلى نفير عام للانضمام إلى الجيش السوري لقتال المعارضة المسلحة.

ودفن مسؤولون سوريون البوطي في مكان بجوار مقبرة صلاح الدين القائد المسلح الذي قاتل الحملات الصليبية في القرن الثاني عشر. وقتل أحمد حفيد البوطي في نفس التفجير.

وازعج قرار دفنه في هذا المكان المعارضة التي يقودها السنة ضد الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية التي تهيمن على الحياة السياسية في سوريا منذ اكثر من اربعة عقود.

وتسببت الجنازة التي شيعت وسط حراسة امنية مشددة في اغلاق الشوارع واختناقات مرورية في انحاء دمشق وسلطت الضوء على الانقسامات السياسية التي سببها الصراع في سوريا.

وتحولت الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية إلى حرب وحشية أودت بحياة أكثر من 70 الف شخص.

واعتبر نشطاء المعارضة البوطي -وهو سني- واجهة لحكومة الأسد بهدف كسب الشرعية بين السنة.

وصعدت الجماعات السنية المتشددة إلى الصفوف الاولى لحركة المعارضة المسلحة على مدى العام المنصرم وهو ما استغله الأسد في تبرير اتهاماته السابقة بان الانتفاضة ليست سوى مؤامرة "ارهابية". والمسجد الاموي مركز للعلوم الاسلامية التقليدية وظل رمزا "للنهج الوسطي" للاسلام.

ونصبت حكومة الاسد نفسها منذ بداية الانتفاضة حامية لذلك "النهج الوسطي".

واعرب نشطاء معارضون عن غضبهم على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب قرار دفن البوطي إلى جوار قبر صلاح الدين. واظهر مقطع مصور من الجنازة بث على الهواء على شاشات التلفزيون الحكومي حشودا من الرجال يحملون النعش الملفوف بالقماش الابيض إلى داخل المسجد.

واغتيل البوطي يوم الخميس اثناء تقديمه محاضرته الاسبوعية في مسجد في وسط دمشق في هجوم وصفته وسائل الاعلام الحكومية بأنه "تفجير انتحاري ارهابي".

ونفت جماعات المعارضة المسؤولية عن التفجير وقالت انها لا يمكن ان تهاجم مسجدا.

وقبل البوطي كان معاذ الخطيب -الرئيس الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض- إمام المسجد الاموي.

وعزل الخطيب من منصبه وزج به في السجن في 2011 عندما اعرب عن تأييده للاحتجاجات ثم نفي في وقت لاحق الي خارج البلاد.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:56 م

      لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

      ‏‎ ‎الله يرحمة رحمة الأبرار

اقرأ ايضاً