حفلت الصحافة الأميركية والغربية بمقالات وصفحات عن الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار 2003، ولم يتردد الكثير من الصحف وأجهزة الإعلام في وصف ذلك الغزو بأنه الأسوأ والأردأ والأكثر كارثية.
وفي المقابل كان لافتاً غياب ملحوظ للمدافعين عن القرار، وتهافت منطقهم.
يصف هاوارد فاينمان محرر مجلة «نيوزويك» حينذاك الوضع السائد قبل الحرب بأنه كان خليطاً من «وطنية زائفة» وجهل وتمييز ضد الآخر، وخوف ودعاية موجهة.
لم يكن هناك مجال للاعتراض وتوجيه الأسئلة، فقد كشف مايكل أسيكوف وديفيد كورن في كتابهما الثري «هيوبرس» تفاصيل كيف خدع البيت الأبيض الشعب الأميركي بكذبة أسلحة الدمار الشامل، حتى إن كولن باول وزير الخارجية حينذاك، بكل ما كان يحمله من مصداقية دخل في اللعبة. يؤكد فاينمان أنه عندما تقرر حكومة ما أن تكذب على الشعب بشكل منظم فإنه يصبح صعباً إنزال الستارة، فالكذبة تصبح حقيقة، ويصدق الكثير من الناس داخل الحكومة وخارجها ما يريدون أن يعتبروه حقيقة أو ما يشعرون بأنه مريح لهم أن يصدقوه.
الثنائي بوش وتشيني وحفنة من المحافظين الجدد المتطرفين، وانضم إليهم طوني بلير من وراء البحار، خلقوا وضعاً مخيفاً، فمن شك في كلامهم فهو مشكوك في وطنيته، والعديد من أعضاء «الكونغرس» كانوا يخشون تأثير بعض مواقفهم على انتخابات 2004، فطريقة عرض الأدلة كانت قاطعةً وحاسمةً، وتبدو غير مشكوك فيها.
الحرب كان مقرّراً لها أن تكون رخيصة الكلفة فبلغت تكاليفها 800 مليار دولار على الأقل، حسب الصحافي جوشوا هيرش، و2 تريليون دولار حسب دراسة جامعة هارفارد، وكان مفترضاًً أن تتطلب عدداً قليلاً من الجنود فسقط الآلاف من القتلى والجرحى وأضعاف ذلك من المدنيين، وفي نهاية الأمر انسحب الجيش الأميركي من العراق دون نتائج محسومة على الأرض.
ربما يكون نائب الرئيس الأميركي حينذاك ديك تشيني هو المهندس لأسوأ قرار في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية كما وصفته جريدة «الغارديان»، فلنستمع لما قاله مؤخراً في لقاء وثائقي: «الحرب كانت مبرّرةً لأن الولايات المتحدة أطاحت بنظامٍ ربما كان سيشكّل خطورة في وقتٍ ما في المستقبل». ويعلق فاينمان بالقول: «كيف سمحنا لرؤية سطحية معلبة كهذه أن تقودنا إلى حربٍ مدمرةٍ لنا ولمصالحنا وللآخرين؟». وفي تعليق آخر: «كيف تمت قيادتنا كالخراف من خلال الكذب والوطنية الزائفة والتخويف والدعاية الموجهة إلى تأييد الحرب؟ أو على الأقل إلى أن نتوقف عن طرح الأسئلة الحقيقية». يقول فاينمان: «بعضنا طرح الأسئلة وشكك في العملية، وليتني كنت منهم، كان من المفترض أن أعرف أكثر وأقرأ أكثر وأن أكون أكثر شكاً، وأتمنى أن أكون الآن قد تعلمت فصرت أكثر حكمة وربما صرنا أكثر حكمة» في عالم يقوده مجانين وأنانيون.
إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"العدد 3848 - الأربعاء 20 مارس 2013م الموافق 08 جمادى الأولى 1434هـ
الله ينصر المظلوم وبيد الظالم وسيفه وهذا دليل وحدث وقع
تكالبت دول الشر على العراق سواء من امريكا او من الدول العربية ذاتها رغم عدم رغبتهم بسقوط صدام "حبيب القلب وسيف القادسية" الا انهم اضطروا متأسفين لحربه واسقاط نظامه . وها هم اليوم يتباكون حيث لم يظفروا بمرادهم في تمزيق العراق . اي نعم العراق يعاني من التخبط والعشوائية في كل شيء والسبب استمرار تدخلهم بالدسائس واغراق العراق بالمفخخات والتفجيرات والتعبئة المنظمة للتفكييرين المغرر بهم حيث توزع عليك صكوك الغفران الكذابة وان منزلتهم الجنة لكنهم حشدوا وما تحشيدهم الا تقوية للعراق من لا يريدو