العدد 3847 - الثلثاء 19 مارس 2013م الموافق 07 جمادى الأولى 1434هـ

دمشق تتهم مسلحي المعارضة باستخدام سلاح كيماوي والمعارضة لا تريد الحوار مع النظام

صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) لما قيل أنه هجوم «كيماوي» في حلب-AFP
صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) لما قيل أنه هجوم «كيماوي» في حلب-AFP

اتهمت دمشق أمس الثلثاء (19 مارس/ آذار 2013) مسلحي المعارضة باستخدام سلاح كيماوي في شمال البلاد، في وقت أعلن رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو بعد ساعات على انتخابه في اسطنبول رفضه لأي حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وفيما أعلنت روسيا، حليفة دمشق، امتلاكها معلومات بشأن استخدام المعارضة المسلحة لسلاح كيماوي، أكدت واشنطن التي تدعم المعارضة أن هذه الأخيرة لم تستخدم أي سلاح من هذا النوع.

وأكدت آخر حصيلة رسمية سورية سقوط 31 قتيلاً هم 10 عسكريين و21 مدنياً، وإصابة أكثر من 110 بجروح، في سقوط «صاروخ يحمل مواد كيماوية» في منطقة خان العسل في ريف حلب الغربي.

في المقابل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «صاروخ ارض ارض» سقط على المنطقة مستهدفا «تجمعاً للقوات النظامية»، ما تسبب بمقتل 16 منهم وعشرة مدنيين، من دون أن يكون في إمكانه تحديد ما إذا كان يحمل مواد كيماوية أم لا.

واتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي «إرهابيين» باستخدام «سلاح محرم دوليا»، معتبراً ذلك «تحولاً خطيراً فيما يجري في سورية على الصعيدين الأمني والعسكري».

وقال إن «استخدام هذا السلاح القادم من خارج سورية عبر حدود بعض الدول المجاورة يعني فيما يعنيه أن كل المزاعم وكل الكذب الذي تبديه بعض الدول، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا وآخرون بشأن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة بأسلحة غير فتاكة أو بدعم لوجستي غير عسكري، هو مجرد كلام إعلامي».

وبث التلفزيون السوري صوراً ظهرت فيها سيارات إسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهي تسعف الجرحى. ووضع المسعفون على وجوههم أقنعة قماشية.

وقال أحد الأطباء للتلفزيون إن الصاروخ «يحتوي مواد سامة فوسفورية تسبب أعراضاً حادة مثل الغثيان وحالات غيبوية».

ونفى متحدث باسم الجيش السوري الحر من اسطنبول استخدام مثل هذا الصاروخ، فيما أكد البيت الأبيض من واشنطن انه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيماوية، محذرا حكومة الرئيس بشار الأسد من اللجوء إلى تلك الأسلحة.

وكانت موسكو عبرت عن «قلق بالغ» من معلومات حصلت عليها من دمشق وتفيد بأن المعارضة السورية استخدمت أسلحة كيماوية صباح (الثلثاء) في محافظة حلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ان «الفصل فيما إذا كان تم استخدام أسلحة كيماوية هنا أو هناك في سورية يحتاج إلى تحقيق من الأمم المتحدة والى زيارة للصليب الأحمر الدولي إلى المصابين للتحقق مما يقال».

وجاء هذا التطور في وقت أصبح للمعارضة السورية رئيس للحكومة يفترض أن يشكل «حكومة مؤقتة» تستقر في «الأراضي السورية المحررة». وقد أعلن رئيس الحكومة الذي انتخبه الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية فجر الثلثاء في أول خطاب رسمي له أن «لا حوار مع النظام الأسدي».

ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» عما إذا كان إعلان هيتو رفض الحوار يعني سقوط مبادرة رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب في شأن التحاور مع ممثلين عن النظام، قال الخطيب لوكالة «فرانس برس» إن «النظام هو من أنهى المبادرة قبل أن يكون هناك رئيس حكومة».

وتحدث هيتو، خبير تكنولوجيا الاتصالات الذي أمضى قسماً كبيراً من حياته في الولايات المتحدة، عن العناوين الرئيسية التي ستسير عليها حكومته، مشيراً إلى أنها «ستعمل كل ما في وسعها لبسط سيطرة نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق الحرة تنظيمياً وإدارياً بشكل تدريجي وبالتعاون الوثيق مع قيادة أركان الجيش الحر والكتائب».

وحدد الأسس التي ستعتمد لبسط السيطرة وتقوم على «إرساء الأمن وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد من فوضى السلاح، وحماية المنشآت الإستراتيجية والمرافق العامة والخاصة وإعادة تشغيل كل ما يساعد أبناء شعبنا الصامد على أن يحيا بحرية وكرامة».

كما أشار إلى أن الحكومة ستعمل على «تفعيل القضاء والمؤسسات الإدارية والخدمية الواقعة تحت سيطرة الثوار والتحكم بالمعابر الحدودية المحررة واعتبارها المنافذ الوحيدة لإدخال المساعدات الإنسانية» إلى سورية.

ودعا هيتو المجتمع الدولي إلى السماح «للحكومة الجديدة بشغل مقعد سورية في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيمكنها من تسلم السفارات وتسييرها»، و «الاعتراف بهذه الحكومة ممثلة للدولة السوري فوق أي ارض وتحت أي سماء».

وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن «أسفها العميق» لانتخاب رئيس حكومة للمعارضة السورية، مشيرة إلى انها تخشى أن يزيد تعيينه من حالة عدم الاستقرار في سورية و «يعمق الانقسام في البلاد».

في المقابل، رحبت كل من فرنسا والولايات المتحدة بالانتخاب. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية «إننا مقتنعون بأن هذا الانتخاب سيساهم في توحيد صفوف المعارضة وترسيخ تماسكها»، بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ان المسئولين الأميركيين «يعرفون ويحترمون» غسان هيتو لعمله مع الائتلاف السوري وفي الجهود الإنسانية من أجل سورية.

على صعيد آخر، ندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان الثلثاء بالقصف الجوي السوري على ارض لبنانية الاثنين، معتبراً إياه «انتهاكاً مرفوضاً للسيادة اللبنانية».

وكلف سليمان وزير الخارجية عدنان منصور «توجيه رسالة احتجاج إلى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات».

ويعتبر هذا أول تأكيد رسمي لبناني لحصول الغارة التي استهدفت منطقة جرود عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سورية والتي قال سكان إنها استهدفت منطقة زراعية، فيما قالت وسائل إعلام قريبة من النظام السوري انها استهدفت «تجمعات مسلحين».

إلا أن مصدراً مسئولاً في وزارة الخارجية السورية نفى الثلثاء «جملة وتفصيلاً ما تردد عن إلقاء طائرات حربية سورية قنابل داخل الأراضي اللبنانية».

وقتل أمس 112 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل أنحاء سورية.

وكان المرصد أفاد صباحاً عن استيلاء مقاتلي المعارضة على مركز للهجانة قريب من الحدود الاردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا في جنوب البلاد بعد انسحاب القوات النظامية منهما.

العدد 3847 - الثلثاء 19 مارس 2013م الموافق 07 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:13 ص

      جاينك يابشار بأذن الله

      مانريد بشار يتنحى نريد اسقاطة ونظامه بسواعد ابطال الجيش الحر وجبهة النصرة

    • زائر 1 | 1:50 ص

      الله ينصر الجيش العربي السوري

      عاش بشارالاسد{جعفرالخابوري]‏‎ ‎

    • زائر 2 زائر 1 | 4:42 ص

      هههه

      روح اسكن عنده دامك تحبه
      أسال الله ان يذيقك هم فقد الام و الأب لكي تذوق ماذاقوه شعب سوريا من جرائم بشار

اقرأ ايضاً