قال الباحث الفلكي علي الحجري أن دول الخليج عامة ومملكة البحرين خاصة ودعت فصل الشتاء لهذا العام 2013 في يوم الجمعة ( 8 مارس / آذار 2013) بعد ان دخلنا في فصل الربيع قبل فترة الإعلان الرسمي يوم الأربعاء القادم ويصادف بتاريخ 20 مارس الجاري في تمام الساعة (02:02) مساءاً، وذلك بعد دخول طالع العقارب الثالث والأخير ومدته 13 يوم ويسمى نجمه بسعد السعود في 8 من الشهر الجاري، بعد أن تساوى الليل والنهار في البحرين في منتصف هذا الشهر الجاري، حيث شرقت الشمس وغابت في تمام الساعة (05:47) صباحا ومساءا بالترتيب، والذي تمتاز هذه الفترة بتقلباتها الجوية الكبيرة نتيجة تداخل الجو البارد والحار معا، فتارة يكون الجو حارا، ويكون الجو باردا تارة أخرى، بينما استمر دفئ الغير الطبيعي الجو لهذا العام في معظم فترات فصل الشتاء، بحيث تشهد منطقة الخليج بشكل عام باعتدال الجو نهارا مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة في بعض المناطق، وتنخفض درجات الحرارة لنشعر بدفء الجو ليلا بمشيئة الله تعالى.

وقال الحجري "تعتبر هذه الفترة مهمة جدا للعديد من أنواع كثيرة من الحيوانات سوى البحرية أو البرية لتنشط في هذه الفترة عملية التكاثر وهجرة أنواع من الطيور المهجرة، بينما يقومون الفلاحين على زراعة بعض أنواع الثمار والأشجار التي تجد أفضل فترات لها لنموها، لتذكر كتب التراث الفلكي العربي القديم هذه الفترة عند دخول طالع سعد السعود (العقرب الثالث) وتصفها : يخضر وينضر كل عود وتلين الجلود ويكره الناس في الشمس القعود، وبطلوعه يدخل أيام الحسوم وأسمه عند المزارعين العقارب".

وأشار الحجري إلى أن الإعلان رسميا عن حلول فصل الربيع في 20 من شهر مارس الجاري في تمام الساعة (02:02) مساءا، ليظهر نجم سعد الأخبية وبداية الحميمين وهما ( سعد الأخبية والمقدم ) ثاني منازل فصل الربيع حيث الإنقلاب الربيعي ليأخذ النهار بالزيادة تدريجياً ويتناقص الليل، ولسعد الأخبية أربعة كواكب نيّرة متقاربة واحد منها في وسطها وتمثل برجل بطه وسمي بذلك لأنه يطلع في وقت الدفء فيخرج من الهوام ما كان مختبئا وسمي أيضاً بسعد الأخبية لخروج المخبأت فيه من الثمار والحشرات حيث تبدأ الزواحف التي أختبئت طوال فترة الشتاء بالخروج من جحورها إلى السطح وتنتشر وذلك لأن البيئة أصبحت ملائمة لخروجها وأصبحت الأجواء دافئة وهذا النجم من النجوم اليمانية إذ تقول العرب فيه في كتب التراث الفلكي ( إذا طلع سعد الأخبية خرج الناس من الأبنية ودهنت الأسقية ) ويقال ( سعد الخبايا تطلع فيه الحيايا ) ويعرف عند أهل الحرث بالحميم الأول ويزداد فيه الدفء وتكثر فيه الرياح المتغيرة الاتجاه المثيرة للأتربة والمسببة لتطاير الغبار خصوصاً مع بداية وقت المساء وتكون هذه الرياح متغيرة الاتجاهات حيث تتسبب بالتقلبات الجوية وتكثر العواصف الجالبة للمطر بإذن الله وتخضر الأشجار وتنمو ويكون ريّها على فترات ويكثر فيه تلقيح النخيل وغرس الفسائل وتحتاج فيه إلى التأبير وتزرع الخضروات، وتبذر فيه جميع البذور الصيفية وما غرس فيه يحتاج إلى لف عندما تشتد حرارة الشمس حتى لا تتأثر جمارتها من الشمس.

وبين الحجري إن فصل الربيع سوف يحل ضيفاً كثاني أطول فصل في السنة على مملكة البحرين والذي يمتد لمدة 92 يوماً و18 ساعة و 57 دقيقة، بينما سيكون أطول فصل في البحرين وبلا منازع هو فصل الصيف ويستمر معنا 93 يوما و15 ساعة و40 دقيقة، بينما سكون فصل الخريف في الترتيب الثالث لفصول الأربعة ومدته 89 يوما و 20 ساعة و27 دقيقة، ويتذيل فصل الشتاء الترتيب 88 يوما و23 ساعة و46 دقيقة، ولو تم جمع جميع فترات الفصول الأربعة لكان مجموع هذه الفترات هي فترة إكمال دورة واحدة للأرض حول الشمس.

وختم الفلكي الحجري أن هناك طقوس مختلفة تقام قبل عدت أيام من يوم الاعتدال الربيعي وتستمر إلى قرابة أسبوعين في بعض دول القارة الآسيوية كعيد «النيروز أو النوروز» أي اليوم الجديد أو الصباح الجديد ومنهم شعب الأكراد والمتواجدون في دول عديدة، والفرس في إيران، والأذريين في أذربيجان، بينما تحتفل مصر بمفردها بقارة إفريقيا بعيد يسمى «بشم النسيم» والتي تتشابه عاداتهم واحتفالاتهم بإقامة مؤدبات ليلة الواحد والعشرين من شهر مارس وتحتوي على سبعة أصناف مختلفة من المأكولات والتي تبتدئ أسماؤها بحرف السين مثل سبزي نوع من الخضار، سفرجل من الفواكه، وسمك، وسماق، وساهون من حلويات بالإضافة إلى وجود السكة وسبيكة من الذهب على هذه المائدة، بينما يبدؤون يومهم بالانتشار في السهول والحدائق والبساتين الخضراء محملين معهم مختلف أنواع الأطعمة للاستمتاع بهذا العيد من جهة، ولاعتقادهم بأن الخير والبركة يدخل بيتهم حين خروجهم منها في ذلك اليوم من جهة أخرى.