العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ

صحة الجسم من صحة الأسنان

«صحة الإنسان من صحة فمه»، هناك أمراض عدة قد تصيب الإنسان لها علاقة وثيقة بأمراض الفم والأسنان، على غرار تلك التي تصيب اللثة أو التسوس، والحل يبدأ بمراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري ليس فقط لتفادي تفاقم المشكلات التي قد تصل إلى مرحلة فقدان الأسنان، بل للحصول على ابتسامة أفضل.

بهذه الكلمات استهلت اختصاصي تركيب الأسنان أميرة رضي حديثها لـ «الوسط الطبي»، مشددة على ضرورة الاعتناء بالأسنان، بتنظيفها بعد كل وجبة ثلاث مرات في اليوم، إلى جانب استخدام الخيط الطبي لتنظيف الأسنان قبل النوم، لكون بقايا الطعام بين الأسنان لا يمكن إزالتها بالكامل باستخدام الفرشاة، مؤكدة أهمية زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر، من أجل تفادي التعرض للعديد من الأمراض التي تسبب مشكلات عدة ليس للفم فقط، بل لأعضاء أخرى في جسم الإنسان.

وتعتبر أميرة رضي أحد الأطباء القلائل في البحرين المتخصصين في تركيب الأسنان، وهي حائزة درجة الماجستير في تركيبات الأسنان من جامعة كينجز لندن بالمملكة المتحدة، ودرجة البكالوريوس في الفن وطب وجراحة الفم والأسنان من جماعة ترينيتي بدبلن في إيرلندا، إضافة إلى كونها عضوا في الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا وعضو الكلية الملكية للجراحين بإدنبرة، وسبق لها أن منحت عضوية أكاديمية بيير فوشارد كطبيبة أسنان متميزة في عام 2007.

وتؤكد رضي أن أمراضا مختلفة متعلقة بأمراض الفم قد تصيب الإنسان، فما إصابات اللثة لها ارتباط بمشكلات القلب والمعدة، مضيفة: «كلما كان الفم سليما فإنه يؤثر بشكل إيجابي على سلامة الجسم، لا سيما أن من يعانون من التهابات اللثة، يكونون معرضين أكثر لأمراض القلب والمعدة».

أبرز الأمراض

وتشير رضي إلى أن أبرز الأمراض المتعلقة بالفم والأسنان المنتشرة في البحرين، تتركز في مشكلات فقدان الأسنان المرتبطة بالتسوس وأمراض اللثة، مبينةً أن البعض يزور طبيب الأسنان لتنظيف أسنانه، وبعد ذلك يلاحظ تحركها فيضع اللوم على الطبيب، وهذا أمر خاطئ على حد قولها، موضحةً أن تجمع الجير حول الأسنان يؤدي إلى التهاب اللثة ومن ثم يؤدي إلى التهاب العظم الذي يبدأ في الذوبان، وهو السبب الأساسي لتحلل الأسنان التي تحدث بينها الفراغات، لافتة إلى أن الغالبية في البحرين يهملون علاج هذه الحالة لوقت متأخر، مما لا يترك لطبيب الأسنان مجالا لعلاج الأسنان، بل يدفعه لإزالتها.

تعويض الأسنان

وتقول رضي، أن عملها في مستشفى حفاظ لطب الأسنان يتركز على تعويض الأسنان المفقودة، إضافة إلى ترميم الأسنان وتجميلها، مبينةً أن المستشفى يقدم خدمات متعددة وشاملة، باستخدام أفضل التقنيات وأحدثها، في ظل وجود طاقم متخصص في أمراض الفم والأسنان كافة.

وتحدثت رضي عن اختصاصها في تركيب الأسنان، موضحة أن هناك أكثر من خيار لتعويض الأسنان، كالتركيبات بأنواعها، سواءً الثابتة كالجسور أو المتحركة ومنها الجزئية أو الكاملة وكذلك اللاصقة، علاوة على زراعة الأسنان، معتبرةً أن الأخيرة تعتبر العلاج الأفضل لكونها تمنح الشخص أسنانا جديدة، إلى جانب نسبة نجاحها الكبيرة إذا ما توافرت الظروف المناسبة.

وتابعت قائلة: “في الحالات التي لا يمكن معها زراعة الأسنان، نلجأ إلى التركيبات المتحركة عندما يكون هناك فقدان لعدد كبير من الأسنان، وهذا الأمر لا يؤثر على بقية الأسنان، بعد التأكد من أنها بصحة جيدة، ولا تعاني من أية التهابات أو تسوسات”، واستطردت: “وفيما يتعلق بالتركيبات الثابتة أو الجسور

فإنه يتم اللجوء إليها في حال وجود أسنان تمسك الجسر، بعد القيام بنحتها، معتبرةً أن بعض الحالات تكون فيها الأسنان المجاورة للفراغ قد تعرضت لعلاج العصب أو الزراعة، ولا ينصح في مثل هذه الحالة استخدام هذا النوع من العلاج”.

كما تحدثت رضي عن علاج آخر وهو الجسور اللاصقة، الذي يتعبر علاجا تحفظيا، إذ لا يلجأ بعض أطباء الأسنان لهذا النوع، لأن يكون عرضة للسقوط بعض فترة، إلا أنها تشير إلى أنه مع تطور المواد المستخدمة، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه الجسور اللاصقة قد تبقى لمدة تقارب السبع سنوات أو أكثر، وهي لا تحتاج إلى نحت الأسنان المجاورة للفراغ، بقدر الحاجة لتنظيفها بشكل جيد لترتفع نسبة نجاحها.

تآكل الأسنان

وتقول رضي أن مرض تآكل الأسنان يشكل ظاهرة منتشرة بشكل كبير مؤخراً، ليس على مستوى البحرين فقط بل على الصعيد العالمي، مشيرةً إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض في بداية القرن العشرين كانت قليلة، إلا أنها وصلت إلى ما يقارب 40 في المئة، وهي لا تقف عند كبار السن بل تصيب حتى الشباب والأطفال، مبينةً أن أسباب هذا المرض يعود إلى تغير النظام الغذائي ونمط الحياة خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب رضي، فإن أعراض تآكل الأسنان، تصيب الأسنان الحساسة، وتسبب شفافية الأسنان وتكسرها ويمكن ملاحظة قصورها، إلى جانب الآلام في فك الأسنان وعضلات الوجه، بينما طبيعة ونوعية العلاج تعتمد على درجة تآكل الأسنان، فإذا كان التآكل بسيطا بسبب الحمضيات فلا يحتاج المريض سوى تغيير نظامه الغذائي وتقليل المشروبات الحمضية أو مراجعة الطبيب إن كان يعاني من مشاكل وأحماض في المعدة، وإذا كان سبب تآكل الأسنان من عادة عض الأسنان فمن الممكن توفير جهاز للمريض يلبسه أثناء النوم لحماية الأسنان وبرمجة فك الأسنان لإنهاء هذه العادة.

وفي المرحلة المتطورة من التآكل المصحوب بألم في الأسنان فإن ذلك يؤثر سلباً على شكلها وجمالها إلى جانب وظائفها في الأكل والكلام، فيجب معالجة التآكل بترميم الأسنان، ونود أن نلفت إلى أن قشط الأسنان يعتبر أيضاً من الأمراض الشائعة والتي تأتي بسبب استخدام فرشاة خشنة، إذ يعتقد البعض أنه كلما كانت الفرشاة أكثر خشونة كان تنظيف الأسنان أفضل، وهذا مفهوم خاطئ، لذا فإننا دائماً ننصح المرضى باستخدام فرشاة أسنان ناعمة.

لا مستحيل مع العلم

وأشارت رضي إلى أن أحدث التقنيات المستخدمة اليوم في علاج أمراض الأسنان تتركز في زراعة الأسنان، وقالت: “طب الأسنان متطور بشكل مستمر، وبات اليوم مرتبطا بزراعة العظام، فيمكن الآن زراعة العظم من أجل تهئية الشخص لزراعة الأسنان، كما أننا نقوم بهذه العملية بشكل سريع، إذ لا يغادر المريض المستشفى من دون أسنانه الجديدة”، لافتة إلى أنه يتم حالياًّ استخدام الحشوات البيضاء بدلاً من الرصاص، والتي أصبحت اليوم بفضل تقدم العلم بذات قوة الرصاص.

وترى رضي أن العلم فتح اليوم المجال أمام علاج أصعب الحالات في أمراض الفم والأسنان، فحتى فقدان الأسنان الكامل في ظل عدم وجود العظام بات علاجه ممكناً، عبر زراعة العظم ومن ثم زراعة الأسنان، وهناك آفاق جديدة فتحت لحل جميع مشكلات الأسنان دون استثناء، مما يجعل مسألة تعويض الأسنان في جميع الحالات أمرا ممكنا.

العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً