قبل بداية فعاليات جولة الإياب في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، كانت معظم التوقعات تسير لمصلحة مانشستر يونايتد وتعتبره المرشح الأقوى للعبور من الموقعة الصعبة مع ريال مدريد الإسباني ورأى كثيرون أن أرسنال الإنجليزي يحتاج لمعجزة من أجل العبور على حساب بايرن ميونيخ الألماني بعد فوز بايرن 3/1 ذهابا في لندن.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذ فشل مانشستر يونايتد في الاستفادة من تعادله 1/1 في مدريد ذهابا وتلقى صدمة بالغة بالسقوط أمام الريال إيابا على استاد «أولد ترافورد».

وكان أرسنال أقرب ما يكون من تحقيق المعجزة والعبور على حساب بايرن ولكن فوزه 2/صفر لم يكن كافيا إذ خرج الفريق بقاعدة احتساب الهدف خارج ملعبه بهدفين بعدما تعادل 3/3 مع بايرن في مجموع المباراتين.

ومع خروج أرسنال صفر اليدين بعد أسبوع واحد من سقوط مانشستر يونايتد بملعبه، خلا دور الثمانية لدوري الأبطال من ممثلي الكرة الإنجليزية للمرة الأولى منذ 1996.

وقال المدير الفني لفريق أرسنال الفرنسي آرسين فينغر: «إنها خيبة أمل هائلة للكرة الإنجليزية لأننا لم نعتاد ذلك لسنوات طويلة... إنه جرس إنذار كبير لنا يوضح أن باقي عناصر الكرة الأوروبية تزاحمنا. يجب أن نضع هذا في الاعتبار عندما نتحدث عن الدوري الإنجليزي في المستقبل».

ولكن هل يعني خروج الفرق الإنجليزية قبل دور الثمانية قضية كبيرة بالفعل؟ إنها بالطبع صدمة لبطولة الدوري الإنجليزي التي تعتبر نفسها أفضل بطولة دوري محلية في العالم.

كما أكدت المواجهة بين بايرن وأرسنال ووصول بوروسيا دورتموند أيضا لدور الثمانية في البطولة أن الدوري الألماني (بوندسليغا) بزغ مجددا كأحد أبرز القوى.

وشهد الموسم الحالي تراجعا هائلا عما كانت عليه الأندية الإنجليزية على الساحة الأوروبية في الفترة من 2007 إلى 2009 إذ كانت تسعة من المقاعد الـ12 في الدور قبل النهائي للبطولة عبر المواسم الثلاثة للأندية الإنجليزية.

وشهدت سبع من آخر تسع مباريات نهائية لبطولة دوري الأبطال فريقا إنجليزيا على الأقل. وشهدت هذه المباريات النهائية التسع ثمانية فرق مختلفة منها أربعة أندية إنجليزية.

وينتمي ثلاثة من الأندية الستة الأولى في قائمة تصنيف «معامل الكفاءة» الذي يصدره الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) إلى الدوري الإنجليزي علما بأن بطولة الدوري الإنجليزي بدأت هذا الموسم في صدارة تصنيف اليويفا ولكنها تراجعت للمركز الثاني في الفترة الماضية وقد تتراجع للمركز الثالث في الموسم المقبل خلف البوندسليغا.

ويضع الدوري الإنجليزي أملا كبيرا في الاحتفاظ بمكانه في المركز الثاني على أندية تشلسي وتوتنهام ونيوكاسل التي تأهل لدور الثمانية في مسابقة الدوري الأوروبي.

وتحصل كل من بطولات الدوري التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف معامل اليويفا على أربعة مقاعد في دوري الأبطال بالموسم التالي.

ويحتل الدوري الإيطالي المركز الرابع في التصنيف بفارق كبير يجعله بحاجة إلى خسارة الفرق الإنجليزية جميع مبارياتها الأوروبية في الموسم المقبل حتى يتمكن الدوري الإيطالي من انتزاع المركز الثالث في التصنيف.