من يحاول أن يستمع للقاءات الصحافية التي يعقدها بعض مرشحي رئاسة الاتحاد الآسيوي، أو يقترب بصورة اكبر من كواليس هذه الانتخابات يصاب بالصدمة؛ لأنه سيشعر بغرابة مواقف اتحادات دول التعاون الخليجي وتناقضها بين واقع كيانها أعضاء في مجلس التعاون والضرب تحت الحزام في بعضها البعض. والأغرب من ذلك التفاف البعض منها حول مرشح لا علاقة له بدول مجلس التعاون لأنه تايلندي؛ ليس حبا فيه ولكن من اجل ضرب مرشح البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي يتحرك بهدوء بعيدا عن ضجيج الإعلام في خطوات محسوبة، على رغم محاولة المرشحين جره للدخول في مهاترات بالتعرض لشخصه في وسائل الإعلام والهجوم الصريح عليه.
كنت الأسبوع الماضي في الدوحة وعلى هامش الحفل التكريمي الذي أقامته قناة الدوري والكأس التقيت برئيس الاتحاد القطري الشيح حمد بن خليفة ووجهت السؤال: ألا ترى أننا في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي كنا نعاني من مشكلة وجود مرشحين اثنين عرب على كرسي الرئاسة، وبدخول المرشح السعودي اتسعت المشكلة؛ لان وجودهما في حلبة الصراع يخدم مرشح اتحاد الاسيان رئيس الاتحاد التايلندي بعد انسحاب المرشح الصيني؟
أجابني بابتسامة لم تخل من مدلول واضح «نحن بقينا أكثر من سنة ننصح السركال والشيخ سلمان بضرورة التنسيق، لكن كل واحد منهما تمسك بترشيح نفسه. الآن وبعد دخول المعجل على خط المنافسة فإن الأفضل للمرشحين الثلاثة أن يتفقوا».
أنا لن أضيف على ما قاله رئيس الاتحاد القطري لأنها وجهة نظر يجب أن نحترمها. إلا أن الواقع الذي أصبحنا نلمسه ونشاهده على الساحة شيء وما يردنا من أخبار من الدول الخليجية شيء آخر وهو الأمر الذي يثير الاستغراب، وهو ما أشرت له بداية المقال.
للأسف فإن هناك دولا عربية البعض منها محسوب على التعاون الخليجي والبعض الآخر محسوب على الجسد العربي أصبح يعمل في الخفاء من اجل المرشح التايلندي. ليس حبا فيه ولكن كرها في أن يفوز المرشح البحريني برئاسة اكبر الاتحادات القارية.
أمر آخر لمسته في الدوحة من بعض رجال الإعلام، وهو أنها أصبحت تروج لفوز المرشح التايلندي لأنه الأوفر حظا، وكنت استمع لحديثهم وأتجاهله لعدم رغبتي في الزج بنفسي في مهاترات لا طائل منها سواء تعنى بالشأن المحلي أو الرياضي، لأن الدخول في مهاترات من أشخاص يتحركون بـ «الرموت كونترول» حقا مصيبة.
ما أود أن أقوله للقارئ الكريم هو أنني في انتخابات مرشح مقعد دول غرب آسيا لـ «الفيفا» التي كان طرفاها سلمان بن إبراهيم وبن همام لم أكن متفائلا وقلت ذلك بصراحة في كتاباتي ولأقرب المقربين من الشيخ سلمان، ولكنني هذه المرة اشعر بتفاؤل اكبر، لإحساسي بأن مرشح البحرين استوعب الدرس الماضي وأصبح يتحرك بثقة عالية، لم يعد يثق بمن خذله في الانتخابات الماضية، وانحصرت تحركاته على دول شرق آسيا التي تحترم «تعاونها» وأتوقع أن تعلن عن ذلك صراحة في الأيام المقبلة. أما بقية المرشحين العرب فأتوقع لهم فشلا ذريعا لأن الدول العربية والخليجية التي يعتمدون على أصواتها فقد باعوها للمرشح التايلندي.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ