ظهرت في الآونة الأخيرة بوادر بداية علاقات بين كل من الولايات المتحدة من جهة وكوبا من جهة أخرى، وجاء ذلك بعد أن أعلنت كوبا أنها تستعد لاستقبال 10 من أعضاء الكونغرس الأميركي اليوم (الجمعة).
وتعتبر هذه البادرة انتهاءً لحقبة الشيوعية وبداية لحقبة السيطرة والبيروقراطية الأميركية، وذلك خصوصا بعد أن أصبح مصير القائد الروحي للشيوعية الكوبية فيدل كاسترو في مصير المجهول أو كما يسمونه «أسرار دولة». وتواصلا لهذا الحدث أعلنت فنزويلا من جانبها أنها ستبدأ محادثات ثنائية تجمعها مع أميركا، التي يعتبرها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عدوة بلاده الأولى.
وبهذا تتوالى سلسلة الانضمام إلى سلة الوصاية الأميركية - إما بالأفخاخ كما يحصل الآن مع سورية أو بالترهيب كما حدث مع باقي الدول العربية أو بالاجتياح العسكري كما حصل في العراق - لكي تواصل الغطرسة الأميركية اتساعا وتناميا يوماً تلو آخر.
لكن ما حدث في كوبا هو فرصة قد استغلتها واشنطن وهي ضعف مَن خلف فيدل كاسترو، ومخافة من قدرته على إدارة البلاد المعزولة جزئيا عن العالم. وبذلك استغلت واشنطن ضعف راؤول كاسترو لتزيل أحد آخر معاقل الشيوعية لتحل محله كما تسميه الديمقراطية.
وبما أن فيدل بمثابة زعيم الشيوعية في المنطقة فمن الطبيعي أن تقع فنزويلا - بعد أن تقع الدولة التي كانت بمثابة الأم لها - في الشرك ذاته. وأن يسقط تشافيز بعد أن سقط مثله الأعلى كاسترو. وبذلك يثبت الديمقراطيون تثبيت أقدامهم على رفات من مضوا ويؤكدون هزيمتهم للحزب الجمهوري وإخضاع من لم تتمكن حكومة بوش من إخضاعه. ومن هنا تستمر الرواية
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1561 - الخميس 14 ديسمبر 2006م الموافق 23 ذي القعدة 1427هـ