وقد أدلت صحيفة «الأهرام» بدلوها، فجاء على لسان مراسلها في واشنطن عزت إبراهيم، الذي اعتبر كتاب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر صيحة تحذير مدوّية بشأن الجمود وأن فيه «إدانة صريحة لأساليب عزل الفلسطينيين بعد الشروع في بناء الجدار العازل بالأراضي المحتلة للتصدي للهجمات ضد الأهداف والمدنيين الإسرائيليين على رغم الجدل الذي أثارته وسائل إعلام وجماعات موالية لـ (إسرائيل) في واشنطن بشأن عنوان الكتاب».
ويرجح عزت أن بعض عبارات الكتاب قد تعرضت للتغيير للتخفيف من وطأة النقد بعد وصول مسودة العمل إلى أيادي وسائل إعلام موالية لـ «إسرائيل» خصوصاً تلك المتصلة بنقد نظام الفصل عن طريق الجدار العازل، على رغم قوة الفصل الخاص به في النسخة النهائية وعبارات أخرى خصوصاً بتأثير اللوبي الإسرائيلي ودوره في عرقلة التسوية السلمية. وكان من أكثر العبارات التي أثارت قلق المنظمات المؤيدة لـ «إسرائيل»، ما كانت ترجمته العربية: «نظام فصل عنصري إذ يوجد شعبان يشغلان الأرض نفسها إلا أنهما منفصلان عن بعضهما بعضا تماماً إذ الإسرائيليون يسيطرون ويقمعون كلياً العنف بواسطة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية».
المثير في مراجعة عزت هو إشارته إلى مسارعة نانسي بيلوسي الرئيس الجديد لمجلس النواب وهوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي باصدار بيانين ينفيان فيه علاقة الحزب بما سيرد في كتاب كارتر، ويتعهدان مجدداً بتأييد «إسرائيل» وذلك قبل أسبوع من الانتخابات الأخيرة وقبل أن يعرف محتوى الكتاب.
وكالة خدمة قدس برس في القدس المحتلة ألقت الضوء على قضية واحدة في الكتاب هي الانتخابات الفلسطينية والتي قال عنها جيمي كارتر في كتابه: «إنه قام بتغطية جميع الانتخابات الفلسطينية منذ عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، والتي جرت العام 1996، والعام 2005، وكان آخرها التي جرت العام 2006، وفازت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيراً إلى أنه لم يلاحظ أي أخطاء فيها، وكانت المشاركة فيها عالية، باستثناء مدينة القدس الشرقية، والتي منعتها الإجراءات الإسرائيلية المتشددة».
ونقلت الخدمة ما ذكرته صحيفة «لوس انجليس تايمز» الأميركية، نقلاً عن كارتر، أن كتابه قد تحدث بصراحة وموضوعية عن فلسطين والدولة العبرية، مشيراً إلى أن القضايا الجدلية المتعلقة بفلسطين وما يسمى بطريق السلام إلى الاحتلال، تناقش بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، باستثناء أميركا، وذلك بسبب الجهود المتواصلة التي يقوم بها اللوبي الإسرائيلي، بالإضافة إلى غياب الأصوات المعارضة في واشنطن.
وأضاف، أن قيام أعضاء في الكونغرس، بتبني أو الدعوة لوجهة نظر متوازنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو حتى الدعوة لان تلتزم سلطات الاحتلال بالقرارات والقوانين الدولية، أو الدفاع عن الفلسطينيين من منظور حقوق الإنسان، تعني «انتحاراً سياسياً» بالنسبة إليهم، بحسب تعبيره.
هذا، وقام عدد من أعضاء اللوبي في الولايات المتحدة، بحملة مضادة لكتاب الرئيس الأميركي السابق، حيث اتهموه بعدم الدقة العملية، وان كتابه محشو بالأخطاء، واتهموه أيضا بالسطحية، على حد قولهم.
من جانبه، لاحظ كارتر غياب الأصوات الأخرى المعارضة التي قد توضع أمام أو بالتوازي مع وجهة النظر الإسرائيلية، ويقول كارتر إن قيام أعضاء في الكونغرس بتبني أو الدعوة لوجهة نظر متوازنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو حتى الدعوة لأن تلتزم «إسرائيل» بالقرارات والقوانين الدولية، أو الدفاع عن الفلسطينيين من منظور حقوق الإنسان، تعني انتحاراً سياسياً.
ويتحدث كارتر قائلاً: إنه منذ صدور كتابه وهو يقوم بحملة لترويج الكتاب، وقام بعدد من اللقاءات التلفزيونية المثيرة مع لاري كينغ، وهارد بول ومواجه الصحافة، ساعة الأخبار مع جيم ليهرر، وبرنامج تشارلي روز وسي ـ سبان الا انه لم يعثر على تقارير أو مراجعات مثيرة حول ما كتبه، ولاحظ أن مبيعات كتابه ليست كبيرة، كما أن كل المراجعات التي كتبت في الصحف الرئيسية الأميركية كتبها ممثلون عن اللوبي اليهودي وجمعياتهم، والذين لا يذهبون إلى «إسرائيل» وجل انتقادهم للكتاب انه معادٍ لـ «إسرائيل».
ولمن أراد من القراء الكرام الاطلاع على تفاصيل أخرى وردت في تلك التغطيات زيارة المواقع المدرجة أدناه:
http://www.alghad.jo/?article=5176
http://wasatnet.com/index.php?option=com_content&task=view&id=386&Itemid=1
http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2006/12/196595.htm
http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=533
http://arabic.pnn.ps/
http://mashy.com/index.pl/watan_28_11_2006_14 http://us.moheet.com/asp/show_g.asp?pg=2&lc=7&lol=186818
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ