العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ

مسئولية «الوفاق» كبيرة جداً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

جمعية «الوفاق» تقع عليها مسئولية كبيرة جداً ونحن ندخل مرحلة جديدة، وذلك لأنها - أي «الوفاق» - تدخل المجلس النيابي لأول مرة بكتلة عددها 17 شخصاً.

«الوفاق» يقع على عاتقها أن تدخل العملية السياسية بسلام، وتقود عملها بسلام وثقة وأمان، وأن تمد الجسور، وأن تتمالك أعصابها، وألا تفلت لسانها. وهذا يتطلب منها أن تغلب الحكمة في خطابها وفي مواقفها، وأن تلتزم بأصول اللعبة البرلمانية المعمول بها حالياً، وأن تطرح ما لديها من داخل قبة البرلمان بالأسلوب المتبع والمقبول دستورياً وقانونياً، حتى لو كانت لديها وجهات نظر مختلفة بشأن هذه القضية أو تلك.

إن هناك من يعول على الاصطدام والافتراق والفراق وتأزيم العلاقة بين الدولة والمعارضة، ولربما يسعى هؤلاء لشحن الأجواء بما يخدم هذا الغرض. ثم إن الأجواء الاقليمية والعالمية تزداد سوءاً في كل مكان، والتسامح بين الأطراف قليل هذه الأيام بسبب اشتداد الأزمات وتعقيد القضايا المحيطة بنا من كل جانب.

من انتخب «الوفاق» يأمل في أن تكون صوتاً للعقل والهدوء والحلول التي تمر من خلال الأنظمة المعمول بها حالياً... ومن يمسك بزمام «الوفاق» يعلم من دون شك أن الأمور لاتعالج بالعواطف أو ردود الفعل أو المزاجية... فـ «الوفاق» دخلت اللعبة البرلمانية المعمول بها، وعلى عاتقها ستقع المسئولية الكبرى في أن تسير الأمور على مايرام. والوفاقيون لديهم أربع سنوات من العمل البرلماني، ويستطيعون من خلاله التعرف إلى كيفية التأثير في القرارات والمشاركة في إدارة الشأن العام بحسب المستطاع... والمستطاع سيكون كثيراً عند مقارنته بـ «لاشيء» كما هي الحال الآن.

عندما يدخل الوفاقيون العمل البرلماني ويشتركون مع زملائهم الآخرين في المداولات والبروتوكولات، فإنهم بذلك سيصعدون في عيون الجميع، وستخفق أية محاولة لجرهم نحو التصادم. إن التصادم - بأي شكل من الأشكال - لا يخدم إلا أعداء «الوفاق»، وهؤلاء سيضحكون ويأنسون عندما تحدث أزمة مع الدولة؛ لأنهم هم المستفيدون أساساً من كل ذلك. ثم إن فئات المجتمع المختلفة لن تجد أن عليها الدخول في أية مشكلة تحدث بين «الوفاق» والدولة، وخصوصاً إذا وقع اللوم على الوفاقيين في خطوة من الخطوات... فالأمانة ازدادت ثقلاً، والمسئولية ازدادت كثيراً جداً، وكل كلمة، وكل قرار يجب أن يوزن بألف ميزان، وإلا فلن تنفع الندامة بعد ذلك

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً