العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ

محققاً إيرادات عالية نقاد: "كتكوت" أوله ملل وآخره ندم

للأسبوع السادس عشر على التوالي، تواصل سينما الدانة عرض آخر أفلام الممثل الكوميدي محمد سعد. عروض الفيلم التي تصل إلى 6 عروض يومية لا تزال تستقطب الجمهور البحريني والخليجي بكل فئاته وأعماره، ولا تزال الصالات تضج بالضحك الذي قد يصل لحد الهتسيريا لدى البعض.

ولا يقاس هذا الوضع البحريني بمثيله في بلد مثل مصر، وهي التي لا تتجاوز نسبة الجمهور البحريني نصف أو ربما ربع أولئك المترددين على أشهر صالات العرض فيها. من هذه الصالات المصرية بلغت إيرادات الفيلم لحد الآن ومنذ بداية عرضه في شهر أغسطس/ آب الماضي 16807985 جنيها مصريا.

ولعل ذائقة الجمهور السينمائي تختلف كثيرا عن تلك التي يحملها النقاد والنخبة المهتمة بالشأن السينمائي، فهؤلاء لا يتفقون مع كثير من محبي سعد الذين يجدون في هذا الفيلم إضافة مميزة لما يعتبرونه إبداعات كوميدية من سعد. بعض النقاد وجد الفيلم اقل من مستوى أفلام سعد السابقة، آخرون وجدوا فيه تكرارا لما سبق. إلا أن أقسى تلك الانتقادات ما كتبه الناقد والكاتب السينمائي مجدي الطيب في العدد 39 من مجلة "سينما" التي يصدرها مجموعة من الكتاب والنقاد السينمائيين من باريس.

بداية يرفض الطيب أن يوصف "كتكوت" بالفيلم، وفي المقابل فإنه يرفض وصفه بالاسكتشات التي تقدم في الملاهي الليلية وذلك لأن "المصيبة أكبر والكارثة أفدح، وإلا فماذا نقول عن عمل أوله ملل وثانيه سأم وثالثه ضجر وآخره ندم؟. ناهيك عن الصخب والضجيج اللذين يملآن جنبات مشاهده، بل كل لقطة فيه".

بعدها يتطرق الطيب للحديث عن تسلسل مجريات الفيلم منتقدا مقدمته الطويلة، وسخريته اللاذعة وتعريضه بالصعايدة.

أما كوميديا فيرى الطيب أن سعد "يجاهد لينتزع ضحكات الجمهور بأساليب ساذجة ومستهلكة يطوع فيها شكله ووجهه ليصبح مسخا، ويتأرجح في أدائه بين علي الكسار والأرجوازات".

ولم تتوقف سقطات سعد في نظر الطيب عند ذلك بل إنه "من الجهل السياسي إلى الرتابة الفنية يتواصل وقوع (كتكوت) في المصيدة التي نصبها لنفسه، فالصدقية غائبة والمنطق توارى والقدرة على الإقناع لا تتوارى على طفل صغير". ويضيف متحسرا على الممثل نفسه "لا تتمالك نفسك من الحزن وأنت ترى موهبة ممثل، بحق، اسمه محمد سعد تهدر بلا طائل وفي تفاهة تجاوزت حد السخافة التي مهد لها في (بوحة) الذي يعد تحفة فنية مقارنة بـ (كتكوت)". أما الممثلون الآخرون فـ "لا مكان لأحد "من الممثلين" ليؤكد ذاته في فيلم كتبه وأخرجه وقام ببطولته محمد سعد.

ويختم نقده بتعليق لا يقل قسوة حين يضيف "أسوأ شيء أن تكون جاهلا لكن (كتكوت) أثبت لنا بالدليل القاطع أن الأسوأ من هذا أن تدعى الثقافة وتتظاهر بالحديث في السياسة، وتحاول أن تداري جهلك بالتوغل في قضايا لا تدري شيئا عن طبيعتها أو فحواها، ففي حال كهذه تتخلى عن هويتك التي عرفك بها الناس، على ضحالتها، وتفقد خصوصيتك التي أحبك جمهورك من أجلها". قد يغضب هذا النقد اللاذع والقاسي كثيرين من محبي محمد سعد ويجدوه مبالغا فيه ومتجاوزا حدود اللياقة أو ما شابه، لكن سعد في نهاية المطاف هو حالة فنية سينمائية، يملك كل مشاهد أو ناقد أو صاحب رؤية فنية الحق في إبداء وجهة نظرة في عطائها الفني

العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً