بين يديك - أخي القارئ أختي القارئة- كتاب قيم يتحدث فيه مؤلفه عبدعلي محمد حبيل، وبشكل تفصيلي وشامل عن تاريخ جزيرة سترة (الخير والعطاء)، ما تعتبره إيجازاً مهماً ووثيقة شاهدة على المجد الذي تبوأته جزيرة سترة في ماضيها وحاضرها، وهذا تلخيص لهذا الكتاب.
يقع الكتاب في 444 صفحة من القطع المتوسطة، ويشتمل على سبعة فصول مقدمة يقول فيها: «يجهل الكثير منا سبب التسمية للمدينة أو القرية والمقومات المعيشية التي تتوافر لديها والتطورات التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي مرت بها تلك المدينة أو القرية، ويتحدث عن سبب ذلك فيقول: «سبب ذلك الجهل وعدم توافر المصادر المدروسة عن تلك المقومات». ثم يتحدث عن جزيرة سترة، وسبب تسميتها بهذا الاسم فيقول: «لقد كان موفقاً من سماها آنذاك بسترة، إذ كانت مستورة بغابات من النخيل من جميع جهاتها بأشجار النخيل حتى نهاية الستينات تحتل ثلاثة أرباع جزيرة سترة تقريباً». وفي الفصل الأول تحدث المؤلف عن الموقع والمساحة، سبب التسمية، جزيرة سترة في التاريخ، السكان، قرى جزيرة سترة، وهي :واديان، مركوبان، الخارجية، القرية، مهزة، سفالة، أبوالعيش، حالة أم البيض. أما الفصل الثاني فقد تناول المؤلف فيه المجال الاقتصادي المتمثل في صيد اللؤلؤ، صيد الأسماك، صناعة أدوات الصيد، والزراعة التي يقول عنها المؤلف: وهب الله جزيرة سترة نيفاً غزيراً من المياه الجوفية العذبة، وصناعة الحديد وصناعة النفط. وفي الفصل الثاني نفسه فقد تحدث المؤلف عن سوق سترة المركزي فيقول: ان سوق سترة كان بستاناً يضم نخيلاً باسقة وأشجارا باسقة، اشترته الحكومة من مالكه وأقامت فيه السوق المركزي الحالي بعد ان نضب الماء وماتت النخيل والأشجار. ويواصل الحديث عن المجال الاقتصادي إذ تناول جمعية سترة التعاونية والمصارف، ومحطة سترة للكهرباء ومصنع البتروكيماويات، وشركة البحرين لصناعة الملابس الجاهزة، ومصانع أخرى كثيرة. يواصل المؤلف حديثه عن جزيرة سترة فيذكر الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
أما المجال التعليمي فقد تضمنه الفصل الثالث من الكتاب، مبتدئًا بمقدمة يقول فيها: شهدت البحرين منذ القرن الأول الهجري وحتى القرن الثالث عشر الهجري حركة علمية نشطة في مختلف المجالات العلمية. و ضاهت البحرين المدن العلمية آنذاك كلحلة والنجف الاشرف وقم المقدسة بعلمائها الفطاحل، كما تحدث عن التعليم غير النظامي والحوزات العلمية والحلقات الدراسية الدينية وأسلوب التعليم كما لم يغفل علماء الدين المدرسون بجزيرة سترة وآثارهم العملية. ذاكراً أسماء للكثيرين منهم. أما الفصل الرابع المشتمل على المجال الثقافي فقد تحدث مؤلف الكتاب عن المؤسسات الثقافية بجزيرة سترة وأهمها: الكتاتيب، المدارس العلمية، المآتم الحسينية، منازلو مجالس العلماء، المكتبات، نادي سترة الثقافي، كما تحدث عن الشعراء الستراويين بشيء من التفصيل، كما لم يهمل الأدباء والكتاب في جزيرة سترة، حيث ذكر بعضاً منهم ومقتطفات من أدبهم الشعري والنثري، إلى جانب خطباء المنبر الحسيني، وكذلك الخطاطين ونماذج من خطهم، كما لم ينس الامثال الشعبية في جزيرة سترة مستشهدا بجملة من هذه الأمثال متبوعة بتعريف اللهجة الستراوية ذات النكهة الخاصة. وفي الفصل الخامس المشتمل على المجال العمراني فقد أشار إلى أنواع المساكن قديماً في جزيرة سترة بشيء من التفصيل. ومن الفصل السادس المحتوي على المجال الاجتماعي فقد تطرق المؤلف إلى عادات الزواج في جزيرة سترة تفصيلاً على ذكر ملابس الزواج لكل من الرجل والمرأة، العريس والعروس، وكذلك الألعاب الشعبية. هذا مختصر جداً لكتاب له مكانته اللائقة في مكتباتنا، أو هكذا يجب أن يكون، وأملنا أن يحتل منزلته التي يستحقها، فهو كتاب نال نصيبه اللائق من الاهتمام من قبل المؤلف - وفقه الله - وبقى أن نوليه اهتمامنا الكبير، فهو يوضح لنا مكانته وهوية جزء عزيز من وطننا الحبيب الذي نتمنى له العزة والرفعة والسؤدد
العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ