استكمالاً للموضوع الذي بدأناه الأسبوع الماضي، نواصل في هذه الحلقة الكتابة عن مصروفات العملية الانتخابية في البحرين، إذ يركز مقال اليوم على مصروفات يوم الانتخابات.
يشار إلى أن مصروفات العملية الانتخابية تنقسم إلى خمس مراحل، هي: 1) المسح والبحث الميداني 2) التسجيل والإعلان عن الترشح 3) الجولات الانتخابية والدعاية 4) يوم الانتخابات 5) ما بعد الانتخابات، إضافة إلى نفقات الجولة الثانية إذا كان ذلك ضرورياً.
وقد قمنا بتحليل مصروفات المراحل الثلاث الأولى في الأسبوع الماضي. يذكر أن البحث الذي أجريناه والذي امتد إلى قرابة ستة أشهر، اقتصر على المصروفات المتعلقة بالترشح للمجلس النيابي وبشكل مستقل. وقد حصلنا على مساعدة من قبل «بيت الخبرة البرلمانية» ومقره القاهرة لغرض تنفيذ البحث.
تعتبر مصروفات يوم الانتخابات حساسة، إذ إنه يوم قطف ثمار الجهود التي بذلت على مدى عدة شهور. وتتكون مصروفات هذه المرحلة من الأمور الآتية:
الأطعمة والمشروبات، أمن وحراسة، نقل الناخبين، اتصالات ونثريات.
وجبات خفيفة
فهناك حاجة ضرورة إلى توافر وجبات الفطور لمن يرغب في تناولها. والحال نفسها تنطبق على توفير بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات على مدار ساعات التصويت. والحديث هنا ليس عن وجبات غداء أو عشاء، إذ من الصعب ترتيب الأمر، لكن مع ملاحظة توافرها لأفراد فريق العمل. واستناداً إلى بحثنا، تبلغ كلفة الأطعمة والمشروبات في حدود 100 دينار، وعليه فهي ليست مكلفة إلى حدٍ كبير.
كما أن هناك حاجة إلى توفير الأمن والحراسة سواء للمترشح أو للموجودات، ومنها الأطعمة. وتبين لنا أن الكلفة عالية نسبياً، إذ تبلغ 120 ديناراً، لأن الأمر يتعلق بالعمل لساعات عمل مطولة في ذلك اليوم. ورأينا أن من المناسب توظيف شخصين (أو ربما عدة أشخاص)، لتنفيذ هذه المهمة التي تعتبر ضرورية في ضوء الوقوف أمام التهديدات والإشاعات. فوجود طاقم أمني يبعث رسالة اطمئنان لكل من يهمه الأمر بأن المترشح جاد في عمله.
وسائل النقل
إضافة إلى ذلك، لابد من توافر وسائل النقل لمن يرغب من الناخبين. وعليه، لا مناص من ترتيب وجود حافلات فضلاً عن سيارات خاصة لتنفيذ المهمة. وتبين من البحث أن توفير وسائل النقل مهم جداً لنقل النساء، وخصوصاً الكبيرات في السن. كما أن من المناسب توفير سيارات خاصة لنقل بعض الناخبين الذين ربما يقومون بالاتصال طالبين المساعدة بحسب رغبتهم (المطلوب من المترشّح تنفيذ أوامر الناخبين من دون مناقشة).
وبلاشك، لابد من ترتيب هذا الموضوع قبل يوم الانتخابات، والاتفاق على أسعار الخدمة تحاشياً للإحراج والاضطرار لدفع أسعار مجحفة أو عالية مرتفعة نسبياً يوم التصويت، وخصوصاً في الساعات الأخيرة قبل الإقفال. وبدا لنا أن كلفة المواصلات لذلك اليوم هي في حدود 200 دينار.
كما من المهم توفير مبلغ للقيام بالاتصالات لذلك اليوم الحساس. فالحاجة ماسة إلى توافر بطاقات مدفوعة الأجر من مختلف الفئات، أو مبلغ نقدي لحملة خدمة غير مدفوعة الأجر سلفاً. وحددنا في البحث مبلغاً قدره 200 دينار لتنفيذ هذه المهمة. والمطلوب هو ترتيب الأمر مع أفراد معينين ومنحهم أرقام أكبر عدد ممكن من الناخبين بغرض الاتصال بهم بعد مرور عدة ساعات من بدء عملية الاقتراع. وتزداد أهمية الاتصالات مع مرور أكثر من نصف الوقت المخصص للتصويت، مع ملاحظة عدم مجيء بعض الناخبين المضمونة أصواتهم.
620 ديناراً
في المحصلة، بدا لنا أن كلفة يوم الانتخابات هي في حدود 620 ديناراً للمترشح الذي قام بترتيب الأمور بشكل جدي قبل يوم الانتخابات. بل ربما تزداد هذه الكلفة بشكل نوعي للمترشح غير المنظم، الذي قد يجبر على دفع مبالغ أعلى يوم الانتخابات، إذ قد يتعرض للابتزاز. وعليه، لا مناص من ترتيب الأمور بدقة متناهية قدر المستطاع لضمان توافر بعض الأمور الضرورية لتحقيق نتيجة ايجابية.
يبقى أن هناك خوفاً من فشل بعض المترشحين في ضبط مصروفاتهم ومواجهة حال عدم توافر المال المطلوب يوم الانتخابات، وفي ذلك خطأ جسيم.
باختصار، المطلوب في هذا اليوم تنفيذ خطة مدروسة بخصوص توزيع العمل على فريق العمل (الرجالي والنسائي)، وضمان وصول الناخبين إلى مركز التصويت. وسنواصل الكتابة عن مصروفات العملية الانتخابية في مقال يوم غد (الخميس)
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1559 - الثلثاء 12 ديسمبر 2006م الموافق 21 ذي القعدة 1427هـ