إذا كان من وباء يزيد على خطورة وباء الطاعون فتكاً فهو داء الطائفية إذا استفحل في جسد مجلس النواب الذي ينتظر عقد جلسته الأولى بعد أقل من أسبوع، ولا من مرض يمكن أن يهدد مصلحة الناس، كل الناس، بمختلف توجهاتهم الدينية والسياسية كهذا المرض الفتاك.
التحدي الأكبر، والشبح المخيف الذي ينتظر النواب الـ40 هو الاشتغال والانشغال بهذا الوباء الذي يسمى بـ «الطائفية»، فهل سينشغل النواب به ويتركون مصالح الناس على رفوف المجلس ملتحفة بركام الغبار؟ هذا السؤال الذي يجب أن يوجهه كل نائب لنفسه قبل أن يخطو الخطوة الأولى على أرض المجلس.
واضح أن عدداً من النواب المصابين بطاعون الطائفية بدأوا في تسويق أنفسهم أيام الانتخابات، بشعارات تعمق الخلاف المذهبي، وترسّخ التشتت الطائفي، لأنهم كانوا مفلسين لا يمتلكون مؤهلاً يجعلهم أقوياء أمام ناخبيهم غير مؤهل الهجوم الطائفي العشوائي الذي لا يعترف بوحدة وطنية ولا مصلحة عامة ولا هم يحزنون. ولكن الطامة الكبرى عندما يتمادى هؤلاء وهم محسوبون على كتلة ما فحينها لن يكون كافياً أن يخرج رئيس الكتلة الفلانية ليعلن أن هذا التصريح لا يمثل الكتلة بل يمثل صاحبه، فهو أمر مرفوض في الأعراف البرلمانية فكل عضو منضم إلى كتلة ما هو محسوب عليها في كل ما يصدر منه من خطوات وتصريحات
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ