قبل أيام ، أطلقت دار النشر سايمون أند شوستر (Simon & Schuster) كتاب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر: «فلسطين: سلام لاعنصرية» (Palestine: Peace not Apartheid). يقع الكتاب في 246 صفحة.
حتى الآن لم تصل نسخ الكتاب إلى الأسواق العربية، ولاندعي قراءته، فكيف لنا بمراجعته أو تقييمه. لكن نظراً للضجة التي أثارها الكتاب، وخصوصا لدى بعض المؤسسات الإعلامية والسياسية ذات العلاقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وجدنا أنه وضع القارئ في أجوائه من خلال ما تناقلته مواقع الإنترنت من مراجعات له أو قراءات لما جاء فيه.
ما أجمعت عليه تلك المراجعات، وهي نقطة تستحق التوقف عندها، هو ردود الفعل العدائية التي تحلقت حولها المؤسسات الإعلامية الصهيونية، والتي تركت تأثيراتها السلبية على رواج الكتاب أو على بعض الدوائر السياسية الغربية من الكتاب، والتي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن ما تحققه تلك المؤسسات من حضور ونجاحات في التأثير على صنع القرار في المؤسسات الغربية، وعلى وجه الخصوص الأمريكية منها. كما تكشف أيضا، أن المصدر الأساسي لهذه الحالة هو ضعف المؤسسات العربية العاملة في الغرب وفشلها في الوصول إلى معرفة ذهنية القارئ الغربي ومخاطبتة باللغة التي يفهمها والمفردات التي تلائم تفكيره.
حسن البراري أحد كتاب موقع «الغد» الأردني يرى أن الرئيس الأميركي كارتر قد قرر «فتح نقاش عام في الولايات المتحدة حول سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، يحذّر من تحول الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية إلى نظام حكم «ابرتايد «تقوم فيه الألاقلية اليهودية بحكم الأكثرية الفلسطينية، (موردا) الكثير من التفاصيل التي تفند بعض المسلمات مثل مقولة: إن عرفات رفض عرض كلينتون في حين قبله باراك».
وينقل البراري مخاوف كارتر من هجوم المؤسسة الإعلامية الصهيونية عليه وإلصاق تهمة معاداة السامية به، ولكنه أي كارتر، ينجح في «الرد على هذه التهم بشكل في برنامج لاري كنغ بشكل مقنع».
ويعتبر البراري «أن اختيار العنوان ينم عن ذكاء كبير. فالحديث ليس عن وجود نظام ابارتايد في إسرائيل، وانما في فلسطين. بمعنى أن انتقاد كارتر هو منصب على السياسية الاستيطانية الإسرائيلية والاحتلال في الضفة والقدس، وهو لم يتطرق الى إسرائيل بحدود الرابع من حزيران».
ويرشح البراري أن صدور هذا الكتاب في هذا الوقت له مغزى كبير وهو «بالتأكيد ليس مجرد صدفة. ففوز الديمقراطيين في الكونغرس والاستفتاء الكبير على إفلاس سياسات المحافظين الجدد يخلقان تململا في الولايات المتحدة ورغبة، لا تبدو ظاهرة إلى السطح الآن، لإعادة النظر ليس في موضوع العراق فحسب، وانما في الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقد يكون من المفيد حقاً لو ان الجانب العربي يستعد لكل الاحتمالات المستقبلية لشكل وطبيعة العلاقة مع إسرائيل».
شبكة فلسطين الإخبارية تعتقد أن «كتاب كارتر والذي أثار ضجة كبيرة في أوساط الأمريكيين المحافظين وفي المجتمع الإسرائيلي، (وهذا) ينسجم مع إجراءات الحواجز العسكرية الإسرائيلية والتي يقدر عددها ب 618 حاجزاً في الضفة الغربية سواء كانت ثابتة أم متنقلة طيارة».
وتنقل الوكالة عن جيمي كارتر عندما اصدر الكتاب الجديد قوله «أعلم علم اليقين أن الأميركيين يترددون في مناقشة أو انتقاد الممارسات الإسرائيلية، لذا كان الكتاب يعتبر الفصل العنصري في فلسطين أقوى وأقسى من نظام الفصل في جنوب إفريقيا».
وتشير الوكالة «إلى أن الكتاب تضمن شهادة موسعة عن طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأشاد كارتر بالانتخابات الفلسطينية في الكتاب وتطرق إلى منظمة ايباك اليهودية الأميركية وتأسيسها العام 1953 وعدد أعضائها المئة وكيف تسعى ايباك إلى تقوية العلاقة بين البنتاغون والجيش الإسرائيلي وتعطيل صفقات الأسلحة للدول العربية وتقديم مساعدة سنوية إلى إسرائيل بقيمة ثلاثة مليارات»
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ