أقيم أمس حفل إضاءة «قلعة البحرين» بصفتها الميناء القديم والعاصمة لحضارة «دلمون» التي تعبر عن مدى الغنى الذي يتمتع به تاريخ بلادنا. وهذا العمل يضاف إلى سجل انجازات قطاع الثقافة الذي لم يألُ جهداً في إحياء القلعة منذ تسجيلها في سجل التراث الإنساني العام الماضي.

وفي مطلع العام الجاري دشنت عالمة الآثار الفرنسية مونيك كيرفاران كتاب «قلعة البحرين الموقع التجاري والعسكري»، الذي بذلت فيه جهداً كبيراً اعتمد على نتائج البحث والتنقيب الذي قامت به على مدى سنوات طويلة واستطاعت من خلاله تصحيح الكثير من المعلومات التاريخية الخاطئة، وأهمها إثبات أن أهل البحرين هم الذين بنوا قلعة البحرين وليس البرتغاليون، وعلى أساس ذلك تم تغيير مسمى القلعة من «قلعة البرتغال» إلى «قلعة البحرين».

وتأتي الإضاءة التي أشرفت عليها الشيخة مي آل خليفة لتضفي الجمالية التي تستحقها قلعة البحرين، فالشيخة مي لا تتحرك بصفتها مسئولة رسمية أكثر من أنها تتحرك بصفتها بحرينية تعشق تاريخ البحرين. وعلى أساس ذلك فإن «الوسط» وقفت وتقف مع جهودها المتواصلة لحماية وتطوير المواقع الأثرية. فالشيخة مي حققت ما توصلت إليه كارفران بشأن وجود قناة بحرية محاذية للقلعة. وساندت «الوسط» منذ نهاية العام 2002 المطالبة بحماية القناة البحرية، وفعلاً أصبحت الآن محمية، وأبعد الدفن عنها.

في يوليو/ تموز 2005 انضمت قلعة البحرين إلى قائمة التراث الإنساني التي تشرف عليها منظمة اليونسكو، وكانت القلعة اختيرت ضمن مجموعة من المواقع في العام الماضي بلغ عددها 24، أصبحت جميعها ضمن 812 موقعاً في 137 بلداً اعتمدوا منذ 1972 وصدق عليها 182 بلداً، وذلك بهدف تشجيع التعاون الدولي للحفاظ على التراث المشترك، معتبرين أن القائمة تمثل ثروات ثقافية استثنائية للإنسانية جمعاء.

وإذا كان تسجيل القلعة أمراً مهماً في تاريخنا، فإن إحياء المنطقة المحيطة بها عبر الإضاءة وعبر تسهيل الوصول إلى الموقع ومواصلة الجهود التي تناسب الموقع يعتبر عملاً وطنياً رائداً يجب أن نقف معه ونسانده تعبيراً عن حبنا لبلدنا