مر ربع قرن على تشكيل مجلس التعاون الخليجي ولايزال حتى الآن غير قادر على توضيح هويته لشعوبه أولاً وللعالم ثانياً، فالكل يجمع على أن المجلس شكل بدوافع الخوف من القوتين الإيرانية والعراقية في ذلك الوقت، ومع ذلك لم يستطع المجلس أن يمنع غزو الكويت، ما اعتبره الكثيرون انتكاسة حقيقية على المستوى العسكري.

وعلى رغم توقيع دول الخليج اتفاق التجارة الموحدة بينها في العام التأسيسي (1981) فإنها لم تستطع حل قضايا بسيطة جداً أهمها ما اعتبره وزير الخارجية القطري أن بلاده تشحن الغاز إلى دول بعيدة مثل كوريا والولايات المتحدة، ولكنها مازالت عاجزة عن نقله إلى الكويت، في إشارة إلى رفض السماح لقطر بمد خط أنابيب الغاز للكويت عبر أراضي دولة أخرى، ما يعطي إشارة واضحة إلى عدم قدرة العلاقات الخليجية على حل مثل هذه القضايا من أجل وحدة اقتصادية.

الخلاف الذي نشب بين الدول الأعضاء بشأن توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة أوضح نقاط الاختلاف وكيف أن الاجندة الجماعية قد تكون عقبة أحياناً أمام تطلعات هذه الدولة أو تلك.

كما أن الحديث عن احتمال غياب عُمان عن العملة الخليجية الموحدة والمقرر أن يعمل بها في العام 2010 بسبب قصر التشريعات لديها، كلها عوامل تجعل من شعوب الخليج تتساءل: أين الهوية الخليجية؟ ولماذا كل هذه الخلافات والعقبات البسيطة التي يمكن حلها لو كانت هناك هوية حقيقية لوحدة خليجية؟