العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ

عيني هناك وقلبي على «البحرين»!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ما يحدث في العراق، على رغم التطمينات الحكومية التي لا تغني ولا تسمن من حقن للدماء، وما يحدث في لبنان، على رغم الأغاني الوطنية للسيدة العزيزة الغالية فيروز، وما تصرّح به الكتل في البرلمان البحريني بشقيها السني والشيعي... لا يدخل الطمأنينة في النفوس، إذا ما رجعنا إلى ما يمكن تسميته بالاستحقاقات الطائفية، إذ هم نواب الطوائف، وبالتالي ينظمون صفوفهم ويقدّمون دفوعهم على أساس الطائفة قبل الوطن.

القوى الدولية متمثلة في أميركا والعالم الغربي من جهة وإيران من جهة أخرى، لها من التأثير على الأوضاع الإقليمية أكبر مما يتصوره الكثير من المثقفين والكتاب، وهذا يعتبر ضلعاً من أضلاع مشكل الصراع بين الطوائف في المجتمعات التي نعنى بالحديث عنها في هذا المقال. كما أن المفاعيل المنتجة للأبخرة الطائفية هي من الرسوخ والمتانة في عمق التاريخ الإسلامي أكبر من أن يقتلعها قرار أو مقال يصدح بالحق الوطني وتغليبه على الخيارات الطائفية الموجودة حالياً، إذ الطائفية التاريخية في التاريخ الإسلامي هي من الاستقرار والرسوخ، ما يفوق التصور الأولي أو المبدئي عنها، ولا يمكن اقتلاعها إلا بأمرين اثنين:

الأمر الأول، الاقتلاع عن طريق تقعيد بعض الأسس الفكرية الجديدة وإعادة صوغ منهجية فكرية في الدين الإسلامي، بعيداً عن منهجية النفي والإقصاء، التي يتلقاها الطلبة والدارسون للشريعة الإسلامية في المدارس والجامعات الإسلامية، وبالتالي إعادة منهجية التنشئة لدى أبناء الطوائف الإسلامية، وهذا أمر صعب للغاية، ويعضد من صعوبة الأمر على الجانب الفكري العقدي تعاضد العائدات المادية والاجتماعية الوجاهية على شيوخ الطوائف والممسكين بزمام الأمر، والمستفيدين (المتنفذين) من تلك التناقضات والإقصاءات.

الأمر الثاني، هو قيام توافق نظري وعقد اجتماعي يترافق مع تطبيقه، والمواثيق موجودة في غالبية المجتمعات العربية التي أشرنا إليها (في البحرين ميثاق العمل الوطني مثلاً)، ولكنها فقط على الورق! وما أثبت أنها على الورق فقط وليس لها نصيب على أرض الواقع هو ما رأيناه من اقتتال طائفي في العراق واحتقان طائفي في لبنان وفرز طائفي في البحرين.

ألا يحق لي كما لغيري ممن يؤمنون بأن الوطن لجميع أبنائه، وأن خيرات الوطن يجب أن يعاد توزيعها بشكل عادل على جميع الموطنين، وأن المواطنين سواسية أمام القانون لا فرق بينهم على أساس القبيلة أو العرق أو الطائفة، وأن المواطنة قيمة إنسانية رفيعة نتطلع إليها ولو بعد حين... ألا يحق لي ولمن يؤمن بمثل تلك القيم والمبادئ أن يقول: عيني على العراق ولبنان وقلبي على البحرين

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً