يمكن القول إن توصيات لجنة «بيكر - هاملتون» خلت من أية مفاجأة أو «براءة اختراع» بشأن العراق، مع ذلك يجب القول إنها مهمة وواقعية! فاللجنة أوصت بضرورة الإسراع في نقل مسئوليات الملف الأمني للعراقيين، والإسراع في تدريب قوات الجيش العراقي، وهو أمر طالما طالبت به الحكومة العراقية دون جدوى. اللجنة طالبت بإشراك سورية وإيران في إيجاد حل للأزمة، وهو أيضاً ما طالبت به الحكومة أكثر من مرة، وآخرها كانت دعوة السيدعبدالعزيز الحكيم قبل عدة أشهر، حين طالب بفتح حوار أميركي إيراني لتسوية خلافاتهما بعيداً عن العراق!

اللجنة أوصت بسحب تدريجي للقوات الأميركية من العراق بحلول 2008، وهو مطلب عراقي بالأساس شريطة تزامنه مع جدول زمني لبناء القوات العراقية، لتكون جاهزة للمواجهة في الساحة الأولى للإرهاب في العالم. حتى الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي لدعم الحكومة لم يكن بالأمر الجديد. إن أهمية توصيات لجنة «بيكر - هاملتون» تكمن في استجابتها لرؤية الحكومة العراقية للخروج من الأزمة وضرورة تسلمها إدارة البلاد أمنياً وسياسياً، بعيداً عن «وصاية» الإدارة الأميركية وخلافاتها الداخلية، كما أن اللجنة أغلقت الباب بقوة أمام من يحلم بعودة الأمور إلى المربع الأول. التوصيات جاءت كذلك وسط حراك سياسي عراقي وعربي وإقليمي ودولي لوقف «شرر» نيران الحرب قبل أن تجتاز الحدود من دون فيزا دخول