دائماً ما يكون للإخفاق الكروي صداه حتى عندما يتعلق الأمر بالدورات الرياضية المتعددة الألعاب نظراً الى شعبية ومكانة كرة القدم.
وخروج منتخب البحرين الاولمبي من الدور الأول في مسابقة كرة القدم في آسياد الدوحة رسم مؤشرات ووضع علامات استفهام بشأن وضع ومستقبل هذا المنتخب.
ومن وجهة نظري أن المشكلة الأساسية لا تكمن في خروج الأحمر الاولمبي من الدور الأول بقدر ما كانت في «الهوية المفقودة» لهذا المنتخب خلال الآسياد سواء في حال فوزه أو خسارته، وبطلت معها مقولة ان المشاركة في الآسياد كانت بهدف الإعداد للتصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد بكين التي ستنطلق مبارياتها في فبراير/ شباط 2007 وهو الشعار الذي ردده المسئولون سواء في اللجنة الاولمبية أو اتحاد كرة القدم.
إننا عندما نتحدث عن سياسة الإعداد فيجب أن يكون ذلك وفق أسس واستراتيجيات واضحة بعيدة عن الاجتهادات التي يفرضها بعض المسئولين على منتخباتنا ورياضتنا حتى أصبحت انتصاراتنا بلا طعم. شخصياً تابعت المنتخب الاولمبي منذ تكوينه قبل عدة أشهر وكان الهدف والطموح المنشود منه هو ان يكون رافداً قوياً للمنتخب الأول الذي عانى من التراجع وأزمة الاحتراف الخارجي في الفترة الأخيرة، وكان التعويل هنا على مجموعة المواهب الصاعدة أمثال عبدالله الدخيل وإسماعيل عبداللطيف ومحمود عباس وعباس عياد ومحمود عبدالرحمن ومحمود قائد لكن جاءت الضربة قاضية لهذه المواهب وهي ترى فرصة مشاركتها ضئيلة حتى على المستوى الاولمبي... فكيف نكسبها الخبرة والاحتكاك التي يؤهلها للمشاركة مع المنتخب الأول؟
هل تذكرون كيف حكم الكثيرون «ظلماً» على مشاركة إسماعيل عبداللطيف ومحمود عبدالرحمن خلال ربع الساعة الأخيرة للقاء المنتخب الأول والكويت في ختام تصفيات كأس آسيا وذلك بسبب قلة الخبرة والاحتكاك في المباريات الدولية. لقد شاهدنا منتخب الإمارات الاولمبي الذي شارك بتشكيلة شابة غامر بها المسئولون من أجل صناعة منتخب جديد يدعم المنتخب الأول في المشاركات المقبلة بصرف النظر عن النتائج الآتية.
واذكر هنا أن نحو 90 في المئة من منتخبنا الاولمبي الحالي سبق له المشاركة في دورة غرب آسيا في الدوحة في ديسمبر 2005 ولم تكن هناك حال غضب واستياء على نتائج ومستويات المنتخب لأنه أعطى فرصة المشاركة والاكتشاف لمجموعة اللاعبين الحاليين.
أعتقد أن سلبيات مشاركة الأحمر الأولمبي في الآسياد أكبر من إيجابياتها وهي حقيقة علينا الاعتراف بها من أجل تصحيح مسار هذا المنتخب الوليد وترتيب أوراقه لكي نحقق الهدف من وراء تشكيله، وعلينا الاعتراف أن الزج بلاعبين «مجنسين» مثل جون وفتاي وعبدالله عمر في اللحظة الأخيرة أحدث اختلالا في التركيبة الفنية والنفسية للمنتخب امتد إلى إحداث تذمر بين لاعبي المنتخب حتى فضل بعضهم عدم اللعب وسط هذه الأجواء!
وأذكر هنا أيضاً اننا عرضنا وجهة نظرنا بشأن ضم جون وفتاي للمنتخب في جلسة مطولة للصحافة مع رئيس اتحاد الكرة خلال شهر رمضان الماضي، وللأسف كان هناك رهان خاسر قائماً على نظريات فردية قيست على مشاركة فتاي وجون في مباراة ودية خاضها المنتخب الأولمبي أمام فريق متواضع... ويا ترى ماذا سيقول هؤلاء المسئولون عن مستوى اللاعبين في مباريات الآسياد؟
وأخيراً نطالب المسئولين باتحاد الكرة بالوقفة الجادة والشجاعة لإعادة الهوية الحقيقية للأحمر الأولمبي قبل ضياعه
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1556 - السبت 09 ديسمبر 2006م الموافق 18 ذي القعدة 1427هـ