أطلب من المجلس الأعلى للشباب والرياضة برئاسة صاحب السمو ولي العهد أن تكون لديه إدارة لدراسة الشكاوى والقضايا الرياضية التي تطرح في الساحة الرياضية، والتي تطرح مشكلاتها الصحافة الرياضية ويعاني منها المجتمع الرياضي، ويرفضها لكونها دخيلة على مجتمعنا الرياضي البحريني البسيط الذي عرف بإخلاصه وتفانيه من أجل الوطن، بل استطاع أن يتفوق على الظروف الصعبة والإمكانات القليلة إذا ما قيست بما هو متاح في المجتمعات الرياضية في دول مجلس التعاون الخليجي.
سأطرح على المجلس الأعلى للشباب والرياضة قضيتين بالغتين في الأهمية والخطورة وهي مجرد أمثلة بسيطة من أمثلة كبيرة يعاني منها المجتمع الرياضي البحريني، ولكن لا مجيب ولا أحد مهتم بالإجابة أو حل هذه القضايا.
-القضية الأولى أستشهد فيها بقول رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والذي يعد أبرز الخبراء الرياضيين العرب، إذ قال بصريح العبارة «في قطر يجنسون الموهبة الكروية المتألقة سباستيان، ونحن في البحرين نجنس النيجيريين جون وفتاي على حساب مواهب بحرينية واعدة»... وقال الشيخ عيسى إن هذا يدل على سوء التخطيط أو دليل على التخبط في الرياضة البحرينية، أقول للمجلس الاعلى للشباب والرياضة، وعلى رغم صحة هذه المقولة، وعلى رغم رفض الشارع الرياضي، وعلى رغم ما أثارته الصحافة الرياضية لم يلتفت أحد من المسئولين في اتحاد كرة القدم إلى هذا الرفض، بل تمادوا في تعنتهم واستهجانهم للمجتمع الرياضي والمسئولين فيه، وتم إشراك جون وفتاي بطريقة غبية أثرت على عطاء منتخبنا وخرج صفر اليدين من تصفيات آسياد الدوحة، مفوتين الفرصة على نجوم بحرينية واعدة تنتظر فرصتها على أحر من الجمر.
أما القضية الأخرى والأكثر خطورة ما ذكرته لي طالبة إحدى الجامعات الأجنبية حينما اختتمت كلامها بعد خسارة منتخبنا الأولمبي بأن جميع الطلبة والطالبات قد قرروا عدم مؤازرة منتخب بلادهم ولا تشجيعه في البطولات المقبلة. لأنه منتخب غريب عليهم، إذ لا يمكنهم أن يشجعوا جون وفتاي ويطالبوهما بتسجيل هدف للبحرين.
فكما ذكرت سابقاً، حينما أشرت في هذا العمود إلى محادثة الطالبة بأن المسئولين عن الرياضة وفي مقدمتهم من يصر على مشاركة جون وفتاي هم يعملون على قتل الانتماء الوطني والروح الوطنية التي تسود ملاعبنا الرياضية، مؤكداً على حقيقة مهمة وهي أن الرياضة البحرينية حققت انتصاراتها السابقة بفضل العنصر الرياضي المخلص، والمؤازرة والتشجيع الكبير الذي لا يوجد له مثيل في دول مجلس التعاون الخليجي.
فمشاركة اللاعب الأجنبي بطريقة غير مدروسة وغير صحيحة تعتبر وبالاً على الرياضة البحرينية، مع مطالبتنا أيضاً بفتح تحقيق في اتحاد ألعاب القوى عن سبب إهمال اللاعبة فاتن عبدالنبي الذي سبق أن حققت إنجازا لألعاب القوى البحرينية، ومعرفة أسباب عدم إقامة معسكرات تدريبية لها على رغم الاهتمام الذي أبداه الاتحاد بإقامة معسكرات تدريبية للاعبين المجنسين استعداداً لآسياد الدوحة.
- كما أؤكد على أهمية الاستجابة أو على أقل تقدير الاهتمام برأي الشارع الرياضي، واحترام وجهات النظر التي تطرح فيه، على أن كلمته مؤثرة جداً...
أما رفضه للتجنيس في مجال كرة القدم فبدى واضحاً في مشاركة منتخب الشواطئ في بطولة العالم للشواطئ التي أقيمت في البرازيل، فعلى رغم الفوز والتأهل لدور الثمانية لأول مرة في تاريخ كرة القدم البحرينية، إلا أن الشارع الرياضي لم يبد اهتماما بالغا بهذه النتائج، وحينما انهزم وخرج من التصفيات كانت كلمات التعزية التي خرجت في الشارع «أحسن الله عزاكم»!!
لذلك، ومن هذا المنبر، أطالب صاحب السمو رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بأن تكون لديه إدارة على غرار الإدارات الموجودة في مجلس الوزراء أو الديوان الملكي لدراسة القضايا والمشكلات الرياضية التي نعاني منها الأمرّين، ولكن لا مجيب ولا يوجد من هو مهتم بحل هذه القضايا
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1556 - السبت 09 ديسمبر 2006م الموافق 18 ذي القعدة 1427هـ