في كلمته أمام المشاركين في مؤتمر «حوار المنامة»، أشار وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى أن ترتيبات الأمن والاستقرار في منطقة الخليج لا يمكن ان تستقيم على المدى البعيد إلا من خلال مشاركة العراق وإيران، باعتبارهمامن الأعمدة الاساسية لاستقرار الخليج. وأعرب عن أمله بأن تشارك إيران بصورة فاعلة وبناءة وأن تعترف بحقوق ومصالح الدول الأخرى في المنطقة، لأن هذا سيشكل خطوة كبيرة تجاه أمن الخليج وسيخلق فرصاً جديدة لدول المنطقة.
والأمر ذاته، بحسب وزير الخارجية، ينطبق على العراق الذي أشار إلى وضعه الخطير تقرير بيكر ـ هاملتون، وأن الطريق إلى خفض العنف وإبعاد شبح الحرب الأهلية والطائفية يتطلب تعاوناً إقليمياً لإبعاد أي تدخل في شئون العراق الداخلية، وافساح المجال للعراقيين لكي يعيدوا بناء وطنهم على أسس المشاركة فيما بينهم.
البحرين استضافت وفوداً رفيعة المستوى من دول لا تلتقي في العادة، وقد كان واضحاً حضور الوفدين الأميركي والإيراني، واشتراكهما في الحوارات المختلفة... والبحرين بذلك تستحق الثناء لأنها لعبت دوراً في تواصل الآراء بين مختلف الاطراف.
«حوار المنامة» يعتبر مجالاً نوعياً لممارسة الدبلوماسية وهو أمر مفقود في منطقتنا الغارقة في أزمات عسكرية وسياسية من مختلف الجهات. كما أن اجتماع مسئولي وخبراء الأمن والدفاع للسنة الثالثة على التوالي من شأنه رفع مستوى البحرين في المنطقة وإبراز دورها الاقليمي الذي يجمع ولا يفرق. ففي مداخلة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمس الأول استمع الحضور إلى إشادة مباشرة بالبحرين عندما دعا إلى رفض الحركات والدعوات الطائفية، قال«إن لدينا مثالاً في البحرين وكيف تتعايش الطوائف مع بعضها البعض بأمن وسلام وهذا دليل على أن ثقافة أهل الخليج هي ثقافة التعايش السلمي».
اثنتان وعشرون دولة شاركت في «حوار المنامة» وتداول أكثر من مئتي مشارك التصورات المطروحة لدى كل دولة بشأن المخاطر التي تواجهها المنطقة،ومن دون شك فإن مثل هذه الحوارات والاجتماعات ستنتج نهجاً إيجابياً يعزز علاقات الدول على أساس التفاهم والعقلانية، والبحرين سيكون ذكرها مقروناً بهذا النهج الإيجابي
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1556 - السبت 09 ديسمبر 2006م الموافق 18 ذي القعدة 1427هـ