لم يكن الكتاب الطريف الذي ألفه جيري روبين أمامي أو على بعد ذراع مني كي أسرقه... ولكني قرأت مقالا ذات يوم للكاتب خيري منصور عن هذا الكتاب و "أخذت" من المقال هذه الكلمات. فقد أشار منصور إلى أن جيري روبين وهو من أبرز من أطلق عليهم اسم جماعة "الييبز" الذين وقفوا ضد حرب فيتنام تعمّد أن يجعل عنوان أحد كتبه: "أسرق هذا الكتاب". ولم يخطر ببال الناشر أو بائعي الكتب أن العنوان مصيدة، وأن بإمكان أي قارئ أن يسرق الكتاب من دون خجل أو خوف ويبرر السرقة بأنها استجابة لرغبة المؤلف!
إن ما ذكرني بروبين ليس حرب فيتنام على رغم أنها لاتزال تفرز بقايا سمومها في الذاكرة الأميركية، وتتحول إلى "فوبيا" مستنقعية كلما شنت واشنطن حرباً جديدة على دولة من دول العالم وتحديدا في آسيا.
ما ذكرني بكتاب روبين وعنوانه الغريب وحتى مقال خيري منصور، هو القارئة نورة محمد يوسف، التي أود فعلاً شكرها على رسالتها وتنبيهها الذي بعثته للصحيفة يوم السبت الماضي 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلا أنها وكما يفهم من كتابتها فهمت مضمون صفحة ART corner خطأ، إذا إننا في هاتين الصفحتين إنما نستعرض موضوعا أو فكرة أو خبرا محليا أو عربيا، ونستضيف ناقدا أو كاتبا أو ممثلا، وننتقده أو نرصد نقداً له نتلقى عليه الردود عبر البريد الإلكتروني للمحرر المسئول عن الصفحة والذي يظهر في عمود "فلاش" ليس إلا، والغرض من هذا وذاك هو أن يتفاعل القراء مع ما يطرح، وكنت أنت من بين من تلقينا ردودهم.
أما بخصوص "مقهى الفضائيات"، في مجلة "زهرة الخليج" والكاتبة مريم الكعبي، فلتعلمي يا أخت نورة أنهم أفضل صديقين لي، فنحن على تواصل تام، كما أن بيننا اتفاقا وتعاونا وأنا من المشاركين في هذه الزاوية في مجلة "زهرة الخليج"، فلا تحكمي على موضوعات "فلاش" قبل أن تفهمي غرضنا من طرحها... سعيدة يا نورة بتواصلك أنت وعدد كبير من القراء مع "ألوان الوسط"، فأنتم هدفنا، ورضاكم غايتنا.
وأخيراً يا نورة دعيني أخبرك بما حدث لروبين، فيبدو أن هناك فعلاً من أساءوا فهمه عندما سمى كتابه: "أسرق هذا الكتاب" وظنوا أن المقصود بالسرقة أفكار الكتاب ومحتواه وليس جسم الكتاب باعتباره سلعة معروضة للبيع.
ولكن يا نورة، هل يمكن لقارئ مدرب، وذي ذائقة رفيعة مثلك أن يرضى بوجبة ملفقة كتلك التي يسمونها طبيخ الشحاذين؟ إذ تمتزج البامية بالكنافة، والحليب بالماء وأخيراً الحبر بالبطيخ، اعلمي أننا في "ألوان الوسط" لا نقبل لقارئنا هذا، بل نختار له ما يرفع ذوقه ويرضي رغباته، بمعنى أن ثقافة "السطو" ليست عادتنا
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ