بعد أن اشتد الصراع السياسي في لبنان والعسكري في العراق، توجهت أنظار أطماع أميركا نحو سورية التي تقع في الوسط والتي تشكل الحاجز الوحيد الذي يقف أمام مخططاتها للسيطرة على المنطقة بأكملها. فدمشق هي الداعم الأساسي لحزب الله والحليف القوي لإيران، ومن ثم بدأت قصة المؤامرات لإشعال الحرائق فيها أو وضعها في طوق العبودية المطلقة.
ومن هنا كانت الخطوة الأولى وهي الترغيب، إذ تستغل واشنطن رغبتها في الخروج من العراق والتخلص من ثقله، بإيقاع دول الجوار (إيران وسورية) في شرك الدوامة العراقية، وذلك لإضعافهما وإلهائهما بينما ينصب المسئولون الأميركيون شركاً آخر للإطاحة بالنظام السوري. وأبسط مثال هو تلك التقارير الإعلامية التي تحدثت عن الاتصالات التي جرت بين مسئولين أميركيين مع المعارضة السورية في الخارج. وفي هذه المرة كان الطعم المستخدم لدمشق هو إخراجها من قوقعة العزلة التي فرضت عليها، وإيهامها بأن الحل الوحيد لأزمات العالم يأت عبر تعاونها بشأن العراق.
من جانب آخر، يبدأ عملاء واشنطن بالخطوة الثانية باستخدام لغة الترهيب لسورية، إذ يتهمونها في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ويتوعدونها إن أفرطت في زعزعة حكومة السنيورة. وبذلك توضع سورية بين خيارين إما أن تصبح أحد كلاب واشنطن التي تنعم بالدفء في فراش البيت الأبيض أو تقف في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية.
إلى هنا تكون الصورة قد اتضحت، ولكن من سيكون الهدف التالي بعد سورية؟ أهو السودان أم إيران؟
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ