العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ

إلى شباب الوطن...

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لم تهجع هذه الجزيرة عقداً من الزمن طيلة القرن الماضي... لا شعب بلا تاريخ، ولا تاريخ بلا رجال، ولا رجال بلا نساء، ولا نساء - على الأقل في بلادنا - بلا «حزاوي» وحكايات، ولا «حزاوي» وحكايات بلا توثيق، ولا توثيق نزيهاً ومحايداً للتاريخ في بلادنا أبداً.

تاريخ الحركة الوطنية في البحرين مغمور في وريقات هنا وخواطر هناك، أي أنه بعيد عن التوثيق السياسي الدقيق بالمعنى الأكاديمي الفني للتأريخ.

ومع الأسف، فإن جلَّ من كتب في التاريخ يتطرق إما إلى أسر وعوائل وإما إلى تاريخ الحكام وسلالاتهم، فأين تاريخ الحراك الشعبي؟ أين تاريخ الحركة الوطنية والأطر التنظيمية؟ أين قصص الجدات والأمهات عن معارك دارت رحاها في «الدواعيس والفرجان» قبال المستعمر البريطاني والسلطة الاستبدادية؟

يا شبابَ الوطن، اصنعوا مستقبلكم بالاتكاء على تاريخكم، فمن لا تاريخ له لا مستقبل أمامه. خطوا بأقلامكم مجد هذا الوطن العزيز... تفكروا في تاريخكم الوطني، وانطلقوا إلى المستقبل، توجوا نضالات آبائكم وأجدادكم، وعناء الأمهات والجدات بمزيد من الإنجازات المستقبلية، وليكن شعاركم الوفاء لتاريخ الوطن. أمعنوا النظر في تاريخ جزيرتكم، وحددوا وجهتكم وأهدافكم وأولوياتكم... فالتغيير يبدأ منكم، والمفصل الأساسي في وقتنا الراهن، تغيير الوعي، والوعي المجتمعي تراكمي، أي أنه يمر بمراحل من النضال متعددة تشعباته، وثنايا التاريخ تؤكد دائماً أن طريق النضال ليس مزروعاً بالورود والرياحين أو مفروشاً بالحرير.

يا شبابَ الوطن... هذه الحريات التي تمارسونها اليوم، وتلك الحقوق والبرلمان الذي ترونه حاضراً أمامكم - وإن لم يكن هذا البرلمان الذي ناضل آباؤنا وأجدادنا من أجله - جاء نتيجة تضحيات قدمها رجال ونساء من هذا الوطن، وكابدوا المر والعلقم، فمنهم من استشهد في العراء كالغواصة الثوار المصلوبين بين المحرق والمنامة في مطلع القرن الماضي، ونفي من نفي وشرد من شرد إلى مختلف أصقاع الدنيا، وعُذب في السجون والمعتقلات من عُذب. «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» (الأحزاب: 23).

هذا تاريخ بلادكم، هذا تاريخكم وتراثكم الوطني وزادكم السياسي، فتزوّدوا به؛ فـ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ» (الرعد: 11)، فالتغيير يبدأ منكم أنتم يا شبابَ الوطن وذخيرةَ المستقبل.

فليكن خياركم تغيير حياتكم ومستقبلكم نحو الأفضل، وبالله استعينوا وفي ظل الإسلام الجامع ومقاصد الشريعة استظلوا، وبها اعتصموا ولوذوا.

«عطني إذنك»...

أعتقد أنه آن الأوان للمطالبة بإصلاح حال المساجد والمنابر الدينية وإيقاف الاستباحة، التي أشار إليها الأخ عبدالحكيم الصبحي مراراً وتكراراً، فمن غير المنطقي والمقبول لا شرعاً ولا عقلاً، أن يرتقي من لا مهنة له منبر النبي (ص)، إذ يجب وضع الضوابط والمعايير لتسنم هذا المنبر الشريف. هل يعقل أن يمتطي الفرس إلاّ الفارس؟ فما بالكم بمنبر له من الشرف والكرامة ما له. فالمعايير أولاً وأخيراً، وليس «الواسطة» أو التنفذ والأوامر الفوقية؛ فإن الأمر دين

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً