بدأت مساء أمس أعمال مؤتمر «حوار المنامة»، وهو المؤتمر الذي ينعقد للسنة الثالثة على التوالي في البحرين وينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية، ويحضره كبار المسئولين والخبراء والأكاديميون في الأمن والدفاع والاستخبارات في الدول التي تعتبر أمن الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها.

«حوار المنامة» يحاكي «حوار شانغريلا» الذي يعقده المعهد سنوياً في سنغافورة ويبحث أمن شرق آسيا بحضور الدول ذات العلاقة بالأمن في تلك المنطقة.

المؤتمر ينعقد هذا العام في ظل تطورات الأوضاع في المنطقة، ومنظمو المؤتمر صمموا الجلسات على أساس السرية ومنعوا تسريب ما يدور داخل الجلسات إلى الخارج، وأشاروا إلى ان المؤتمر سيفسح المجال للوزراء والمسئولين لشرح «سياسات حكوماتهم ثم تتم مساءلتهم من طرف مجموعة من الخبراء بشأن مسلمات سياساتهم ، ما يمكن من إعطاء صورة أشمل عن مسألة الأمن في منطقة الخليج». والمحاور التي سيتداولها المؤتمر ستتطرق إلى «الولايات المتحدة وأمن الخليج، والنظرة الإقليمية لمسألة الأمن بمنطقة الخليج، والخليج وأوروبا، والأوضاع في العراق، وإيران والقوى الخارجية، الطاقة والأمن البحري، القضايا السكانية، وقضايا أمن الخليج والاستقرار الإقليمي».

هناك حديث عن تنشيط دور حلف شمال الاطلسي (الناتو) في منطقة الخليج، والحلف كان حتى نهاية الحرب الباردة معنياً فقط بالوضع في أوروبا، أما الآن فقد تمدد دوره إلى أفغانستان، وهو يسعى أيضا إلى أن يصل إلى الخليج عبر تفعيل «مبادرة اسطنبول» التي أطلقها في منتصف العام 2004... وبعد المؤتمر مباشرة سيوقع الحلف اتفاق تعاون مع الكويت في مجالات استراتيجية تتعلق بأمن الخليج.

قمة مجلس التعاون الخليجي تنعقد في الفترة ذاتها، وهو المجلس الذي مضى عليه ربع قرن وكان قد تأسس بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران واندلاع الحرب العراقية - الإيرانية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ولكن المجلس مازال يسير بخطوات متواضعة دون مستوى التطلعات، ولعل انعقاد المؤتمرات الدولية بشأن الأمن يشير إلى أن الموضوع الذي دفع باتجاه تأسيس المجلس، مازال يمثل قلقاً مستمراً، وأصبح الآن - بحكم الواقع - جزءاً من أمن العالم